تلقيت رسالتك بفرح وبشيئ من الصمت والتأمل وأنت تواجهينني بحقيقتنا المتناقضة كجزائريات وجزائريين والنفاق الذي بات يتحكم في خطابنا منذ وقت طويل،وقبلت كلامك الصريح أولا لأن أبويك ظل أكثر وطنية لبلدهما الجزائر من الالاف من الجزائريبن الذين اختاروا التعاون من الاستعمار وحاربوا ابناء جلدتهم،فابوك استشهد،ووالدتك حملت السلاح في 56وغادرت الى تونس تنشط في اطار جبهة التحرير وكانت من اوائل من عادوا الى الجزائر و كلها حماسة لبناء بلدها بعد سنوات الجمر،لكن مع الوقت بدأت الجزائر تتنكر لها وهمشتها بشكل مؤلم إلى أن ماتت وهي غير غاضبة على الجزائر وغير نادمة على تضحياتها بالرغم من أنها كانت تتألم وهي ترى بعض المتعاونين صاروا من اهل العقد والحل في الافالان،،ويعيرونها بيهوديتها،واضطررت انت لمغادرة الجزائر بعد أن حاولوا اغتيالك في التسعينيات بعد أن اغتالوا ذلك الجزائري اليهودي الذي اختار الجزائر في وقت الاستعمار وفي وقت الارهاب،وظل بابتسامته في مكتبته بديدوش مراد" الفنون الجميلة" يقاوم الظلامية بالابتسامة والكتاب،أفرحتني رسالتك لأنك ظللت وفية لشعبك وانت الان تقاومين في سبيل حرية الفلسطينيين وكرامتهم،خاصة وانني عرفت انك كنت من غامروا بالذهاب على سفينة الحرية الى غزة،واثارتني رسالتك وانا اعيد قراءتها حول نقدك لنظرتنا الى القضية الفلسطينية التي رحنا نخلط فيها نقدنا لاسرائيل بعنصريتنا تجاه كل يهودي حتى وان كان هذا اليهودي من خصوم عنصرية دولة اسرائيل،قلت حقا يا صديقتي،وذلك ما يؤلمني كيف تحولنا نحن الجزائريين في سلوكاتنا الى عنصريين تجاه كل من لا يشبهنا،من اليهودي الى الصيني الى الافريقي،فقط نشعر بالعقدة نحو الفرنسي،ما أتعسنا!