تساءلت”عتيقة بوطالب”، حفيدة مؤسسة الدولة الجزائرية، الأمير عبد القادر، عن الجهات التي تقف وراء حفيدة الحركي “بن قانة”، التي فتحت لها أبواب التلفزيون العمومي، لتبرر أفعال جدها الخائن، وتمجد تاريخه امام الراي العام الجزائري.
وقالت “عتيقة”، في هذا الحوار الحصري الذي خصت به موقع “الجزائر 24″، إن من يقف وراء هذه الخرجة الإعلامية هم شلة من رجال العمال ممن كان لعائلاتهم ماض أسود في الثورة، داعية أبناء الحركى الى تحمل الحقيقة حتى ولو كانت مرة.
فتحت القناة العمومية الباب أمام حفيدة “الحركي بن قانة” لتمجيد تاريخ جدها أمام الرأي العام.. ما تعليقك على الحادثة؟
من المؤسف استعمال وسائل الإعلام العمومية التي هي ملك للجزائريين، لغرض تبييض و تمجيد الأشخاص الذين يشهد التاريخ عليهم ماضيهم السيء، ذلك باختيارهم الولاء و الوفاء للمستعمر الفرنسي، وفي المقابل يمنع التلفزيون العمومي على الوطنيين الغيورين على الجزائر.
هل تعتقدين أن أطرافا لديها ماض أسود في الثورة هي من تقف وراء هذه الخرجة الإعلامية؟
بحسب رأيي أن ما حصل يدل على عجز السلطات عن التحكم في بعض الأطراف التي تستفيد من ذلك، وهذا راجع، في اعتقادي، إلى وجود بعض ممن لهم ماض اسود في الثورة بمراكز القرار العليا، كما هو دليل على تهميش الكفاءات و الأشخاص الذين يعرفون تاريخ وطنهم.
من باعتقادك يقف وراءها؟
أظن أن الذين يقفون وراء “فريال” هم بعض من أرباب الأعمال الذين يسيطرون اليوم على الحياة السياسية و الثقافية للبلاد ويسيرون الأمور حسب مزاجهم و مصالحهم الشخصية، فيخترعون تاريخ جديد، و يمجدون أجدادا خانوا الجزائر، ناهيك عن استفزازهم الشعب الجزائري.
لأنهم بكل صراحة، وجدوا ضالتهم في ظل وجود أزمة سياسية عميقة تتخبط فيها الجزائر، فهي فرصة ذهبية لهم للتمركز في القطاعات الأكثر تأثيرا على الرأي العام.
السلطات ممثلة في وزارة الثقافة ووزارة الاتصال فتحت مؤسسات الدولة لحفيدة “الحركي”.. هل هو مصالحة مع الماضي؟
ما حصل هو عبارة عن شتم للتاريخ و خيانة لذاكرة شهدائنا الأبرار بعد مرور يومين من إحياء اليوم الوطني للشهيد، فمن كان مسؤول عن ذلك إما أنه جاهل تماما للتاريخ أم خضع إلى ضغوطات !!
على كل حال، ما حصل غير مقبول و لا يمكننا تجاهل التاريخ لهذه الدرجة لإرضاء بعض الأطراف المتعاملة مع فرنسا.
الجميع يعلم أن “بن قانة الأكبر” المسمى ب”شيخ العرب” قد خان “أحمد باي” وقتل شيخ العرب الأصلي الذي كان خليفة الأمير عبد القادر في المنطقة ، متسببا بذلك في فتح أبواب الصحراء و منطقة الزيبان للاحتلال الفرنسي.
كما يقال في المقالات و الكتب التاريخية انه تميز بالبربرية في التعامل مع الشهداء الذين وقفوا في طريقه و طريق المستعمر، إلى حد قطع آذنهم (العدد يفوق 900 أذن) بعد قتلهم و إهداءها للفرنسيين كدليل عن قتلهم.
فكيف أتيحت الفرصة إلى حفيدته للإشهار بهذا الشخص البشع؟ الذي لا يشرف لا الجزائر و لا الإنسانية و لا حتى فرنسا التي تفتخر بأنها تعتز باحترامها لحقوق الإنسان وتندد وتتهم من اخترقها .
أما فيما يخص السلطات التي ذكرتها في سؤالك، فجوابي بسيط.. أين هي تلك السلطات؟
كيف تنظرين إلى أبناء وأحفاد “الحركى” ؟ وهل حان الوقت لفتح صفحة بيضاء معهم؟
أظن أنه لا يمكنني أن أحكم على أشخاص من خلال أفعال أجدادهم، فالشيء الوحيد الذي يقلقني هم الأشخاص الذين يحاولون تبرير أفعال الإجرام و تشريف من خان وطنه واختار الاصطفاف مع عدوه.
وبالتالي، على أحفاد هؤلاء أن يتحملوا الحقيقة و لو كانت مرة، و لكن لا أتقبل أن يتجرأ أحد على التلاعب بذاكرتنا و كتابة تاريخ جديد يخوّن الأبطال و يمجّد الخونة، و لابد للشعب الجزائري أن يقف في وجه هؤلاء، و على السلطات أن تلعب دورها و تقوم بواجبها.
التدوينة في حوار حصري مع «الجزائر 24» .. حفيدة الأمير عبد القادر تقصف ابنة الحركي «بن قانة» ظهرت أولاً على الجزائر 24.