التحقت #روسيا بالصراع الليبي منذ نهاية عام 2016، وألقت بثقلها إلى جانب خليفة #حفتر رغم إعلان وقوفها مع#حكومة_الوفاق المدعومة دولياً، تاركة وراءها مخاوف غربية خاصة أميركية من طبيعة الدور والحضور الروسي في#ليبيا ومحاولات تأثيره على سير العملية السياسية والعسكرية في البلاد.
كما عبّر عن القلق الغربي من التواجد الروسي في شرق ليبيا نائب الأمين العام للناتو روز #غوتيموللر، الذي بين أن ما تمارسه #موسكو على أرض الواقع مناقض لالتزامها أمام #مجلس_الأمن بدعم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مضيفاً أنه بات من الواضح أن #الكرملين اتخذ قراراً بتغيير هذه السياسة من خلال محاولات التأثير على أرض الواقع مما يثير القلق بشكل كبير.
وكان قائد القوات الأميركية في #القارة_الإفريقية الجنرال توماس وولدهاوزر جدّد كذلك خلال مؤتر صحافي، اتهاماته لروسيا بدعم خليفة حفتر، ووجود علاقات تعاون بينهما، خاصة بعد التأكد رسمياً من وجود #قوات_روسية على الأراضي الليبية، مضيفا أن هناك محاولات روسية للتأثير في ليبيا تعتبر مثيرة للقلق.
أما الباحث السياسي والرئيس السابق للجنة الأمن والدفاع بالبرلمان فتح الله السعيطي فقد أكد لـ"العربية نت"، أن تواجد روسيا في #شرق_ليبيا بات واضحاً، خاصة من خلال شركات الأمن بعد أن نجح خليفة حفتر في كسب دعمهم وتأييدهم ونجح في إقناعهم بالوقوف إلى جانبه.
وفي الفترة الأخيرة تكررت اللقاءات بين المسؤولين الروس وخليفة حفتر،حيث زار هذا الأخير #موسكو في شهر نوفمبر من العام الماضي والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف، وبعد شهر صعد على متن حاملة #طائرات_روسية قبالة الساحل الليبي، وتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع وزير الدفاع الروسي، كما استقبلت روسيا في الأسابيع الأخيرة 100 من مقاتلي حفتر المصابين للعلاج، لكنها استقبلت هذا الشهر أيضا رئيس #حكومة_الوفاق فائز السراج.
من جهته، صرّح الصحافي الليبي عبد المنعم الجراي أن القلق الأميركي من التواجد الروسي في ليبيا يدل على أن#الصراع الداخلي تحول إلى صراع إقليمي بين الدول الكبرى التي تعلم أن من يستطيع ترجيح الكفة لصالحه سوف تكون له مصالح آنية ومستقبلية في ليبيا، وهو ما يفسر التنافس الأميركي الروسي وتضارب مواقفهما.
وأضاف الجراي في تصريح لـ"العربية.نت"، أن طرفي الصراع في ليبيا بحثا عن الدعم الخارجي من أجل الاستمرار، فوجدت حكومة الوفاق دعماً أميركياً عسكرياً ملحوظاً ساعدها على تحرير مدينة #سرت من قبضة #داعش عن طريق قوات #البنيان_المرصوص الموالية لها، وهو ما جعل حفتر يسير على نفس المنوال ويبحث عن داعمين لحربه ضد#الإرهاب فوجد روسيا التي تمتلك القدرة على تعديل الكفة أو ترجيحها لصالح أحد الأطراف الليبية.
وكانت وكالة "رويترز" ذكرت في وقت سابق أن "روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية مصرية بالقرب من مدينة سيدي براني، التي تبعد عن الحدود الليبية حوالى 100 كيلومتر، دعماً لقوات حفتر"، قبل أن تنفي مصر وروسيا ذلك.
في المقابل أكدت #واشنطن أنها مازالت تحتفظ ببعض من قواتها في ليبيا لمساعدة #حكومة_الوفاق على جمع معلومات استخباراتية حول وجود تنظيم داعش والتحرك مع قواتها لاستهداف هذا التنظيم إذا اقتضت الحاجة.
ولا يبدو أن الخلاف الروسي الأميركي حول ليبيا في طريقه إلى الحل، خاصة بعد أن رفضت روسيا مقترحاً أميركياً بتعيين ريتشارد ولكوكس مبعوثاً أممياً جديداً خلفاً للمبعوث الأممي الحالي مارتن #كوبلر الذي لا يتمتع بتوافق وقبول من كل الأطراف السياسية في ليبيا، وهو ما يجعل من فرص إيجاد تسوية سياسية في ليبيا بين الفرقاء أمراً مؤجلاً إلى حين إيجاد صيغ تفاهم بين الدول الكبرى حول #الأزمة_الليبية.