سيظل تاريخ 16 مارس منقوشا في ذاكرة الأفارقة، كيف ولا وهو تاريخ عرف سقوط الإمبراطور عيسى حياتو من على كرسي الكاف بعد 29 سنة من مسكه بزمام أمور الكرة الإفريقية بقبضة حديدية، والتي عاث فيها فسادا رفقة حاشيته، سقوط الدب الكاميروني جاء على أراضي الحبشة التي هبت عليها رياح التغيير في الجمعية الانتخابية للكاف التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا والتي جاءت بالملغاشي أحمد أحمد كرئيس جديد للهيئة الكروية الإفريقية لعهدة تمتد حتى 2021، لينتهي بذلك حكم الكاميروني الذي عصفت به رغبة الأفارقة في التغيير ومواكبة ما حدث في العالم بأسره من تغيرات.
الأفارقة قالوا نعم للتغيير
انتخابات الكاف التي شهدتها أديس أبابا أمس، كانت الحدث الأبرز بمنح رؤساء الاتحاديات الإفريقية لكرة القدم 34 صوتا لصاحب 57 سنة مقابل 20 صوتا للعجوز الكاميروني وهو تأكيد أن الأفارقة سئموا من سياسة حياتو الذي نصب نفسه ملكا للقارة السمراء خلال سبع عهدات متتالية وفضّلوا التغيير بانتخاب الملغاشي الذي حمل برنامجا انتخابيا ومشروعا للنهوض بالكرة في القارة فاز بثقة الأفارقة الذين سطروا عهدا جديدا ودخلوا التاريخ أمس برفضهم مواصلة تجبر حياتو وحاشيته.
رئيس الفيفا وراء سقوط الإمبراطور
فوز رئيس اتحادية مدغشقر الدولة الصغيرة والشخصية غير القوية في دواليب الكاف برئاسة أعلى هيئة كروية وإزاحته لحياتو من على عرشه ليس بالأمر الهين، ما لم يكن مدعوما من جهات قوية جدا وعلى رأسها رئيس الاتحاد الدولي للعبة جاني إنفانتينو الذي أعلن دعمه لأحمد لأحمد قبل الانتخابات والتغيير على مستوى الكاف، فالأصلع السويسري لم ينس رفض حياتو منحه صوته في انتخابات الفيفا واغتنم الفرصة جيدا للانتقام منه بحشد الأفارقة للتصويت لصالح الملغاشي.
قضيته مع القضاء المصري وشبهات الفساد شوّهت سمعته
من بين الأسباب التي جعلت عرش الإمبراطور حياتو يتهاوى ما قامت به السلطات المصرية التي رفعت دعوى قضائية ضده بداعي الاحتكار لحقوق بث كأس أمم إفريقيا ووجود شبهات في الصفقة التي أبرمها مع الشركة التي اشترت حقوق البث، وهو الحدث التي تداوله الإعلام العالمي ووضع حياتو في شبهة الفساد التي عصفت من قبل برئيس الفيفا بلاتير ومعه رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني والدور حاليا على حياتو.
إزاحته من رئاسة الكاف ستفتح ملفات بالجملة
نهاية حكم حياتو للكاف لا يعني استراحته في شقته بالعاصمة الفرنسية باريس، فالشيخ الكاميروني سيجد نفسه أمام أمواج من التهم التي ستلاحقه والتي جناها من عديد الملفات التي يشوبها الفساد طيلة 29 سنة من رئاسته للكاف والتي تسترت عليها أطراف نافذة أو ما يعرف بمافيا الكاف، كما أن هناك العديد من الهيئات الأمنية التي تحقق في أموال حياتو وممتلكاته ستكشف عن عديد قضايا الفساد التي تورّط فيها الرجل والتي قد تكلفه حتى السجن.
من هو الرئيس الجديد للكاف؟
أحمد أحمد صاحب 57 عاما هو الرئيس الحالي لاتحاد مدغشقر لكرة القدم ويرأسه للمرة الثالثة على التوالي، كما شغل عضوية المكتب التنفيذي للفيفا في مناسبتين ويعتبر من المقربين من الرئيس الحالي للفيفا جايني إنفانتينو، تمكن من كسب ود اتحادات جنوب إفريقيا “كوسوفا” وعلى رأسهم رئيس اتحاد زيمبابوي القوي في مبنى الكاف والذي كان وراء جمع أكبر عدد من المؤيدين له قبل موقعة الحبشة، الرئيس الجديد للكاف الوزير السباق في بلده يعد في برنامجه بتطهير الكاف من الشبهات والاعتماد على النجوم السباقين للقارة السمراء وكذلك مراجعة كيفية منح شرف تنظيم الدورات الإفريقية الكبرى، وكذلك منح حقوق البث التي جنت منها عصابة حياتو أموالا طائلة في صفقات مشبوهة.
ب-بكوش