أخيرا سقط الدب الكاميروني بالقاضية على يد الملغاشي، وللأسف عاد روراوة بصفعة مغربية مشابهة لتلك التي تلقاها بن شيخة بملعب مراكش ذات يوم من سنة 2012 لينتهي عهد طويل، سيّر فيه عيسى حياتو الكونفدرالية الإفريقية بيد من حديد فجعل من أشخاص عاديين عمالقة وأثرياء وداس على آخرين محولا إياهم إلى لا شيء في عالم الكرة بالقارة السمراء.
دون شك ما وقع أمس على أراضي الحبشة هو امتداد لما حدث لبلاتير في انتخابات الفيفا الأخيرة، أين اتحد ساسة العالم ومعهم أجهزة الأمن والاستخبارات الكبرى لإسقاط المخضرم السويسري على وقع مسلسل فضائح مالية كبرى، واليوم جاء الدور على حياتو ولو بطريقة ديموقراطية سمحت لوزير الصيد الملغاشي بالتربع على عرش الكاف.
وحتى إن فرح الجزائريون بنهاية عهد حياتو الذي حرمنا من معايشة كان 2017 بملاعبنا، فإن الجزائر خسرت معركة دبلوماسية – رياضية، حيث ظل روراوة يراهن على بقاء حياتو في سدة الحكم كي يضمن مقعدا جديدا في المكتب التنفيذي في الوقت الذي احتمى فيه لقجع المغربي بالمرشح الرئيس الملغاشي فصعد معه إلى قمة الكونفدرالية.
خسارة روراوة أمس هي خسارة الجزائر كذلك وليست هزيمة شخص، ومن يظن بأن الرئيس المنتهية عهدته في الفاف هو أكبر الخاسرين فهو مخطئ، لأن الكرة الجزائرية ومصالحها على الصعيدين القاري والدولي هي التي ستتضرّر من باب أن الكرة الإفريقية تشوبها الكثير من “الشوائب” ولا تلعب فوق الميدان دوما.
و قد يحلّل البعض خسارة روراوة للانتخابات بما يقع للفاف في الداخل، لكن الواقع يكشف بالمرة أن أي مرشح لعضوية الكاف يحتاج لدعم حكومته ماليا وسياسيا ودبلوماسيا، فعندما كان روراوة يلقى الدعم الكبير من أعلى هرم السلطة في 2004 وفي 2013 فرض نفسه قاريا بدون عناء، وبعدما أصبح من المغضوب عليهم في بلده، خسر معاركه الرياضية فاسحا المجال للمغربي لقجع، الذي قاد طوال 6 أشهر حملة ممتازة بإيعاز وتمويل من القصر الملكي.
و لأنه حان وقت التغيير، فإن قدوم خير الدين زطشي على رأس الفاف بعد عشرين مارس يندرج هو الآخر في هذه الاستراتيجية، لأن ريح التغيير مست كل الهيئات الكروية الدولية، والجزائر في حاجة إلى نفس جديد وتصور جديد ودفع جديد خاصة وأن المرحلة المقبلة قد تكون الأصعب على منتخباتنا ونوادينا في المنافسة القارية.