أماطت القوائم التي ستدخل غمار الانتخابات التشريعية عن الدائرة الانتخابية في المسيلة، اللثام عن عدة أمور أبرزها، تصدر رجال المال والأعمال القوائم الحزبية المعروفة، وتمركز الأغلبية في الجهة الشرقية للولاية التي تحوَّلت خلال السنوات القليلة الماضية إلى قطب خدماتي، مع عودة الكثير من الوجوه إلى الواجهة في شاكلة نواب سابقين، ودخول رؤساء بلديات وضباط سابقين في الجيش والشرطة هذا المعترك تحت غطاء قوائم حزبية أو كأحرار.
ورغم عدم الاهتمام والفتور اللذين تتسم بهما ولاية المسيلة في الوقت الراهن، ماعدا بعض الخرجات المحتشمة للمترشحين هنا وهناك وتنظيم بعض اللقاءات الجوارية والتجمعات المغلقة داخل القاعات والمنازل وتحركات بعض المتحمسين من أنصار المرشحين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعقد اجتماعات دورية وخاصة في الفترات الليلية، إلا أن عملية الترشيحات والترتيب أثارت الكثير من اللغط من خلال إقصاء جهة على حساب جهة أخرى، وتفضيل العديد من الشخصيات المعروفة الدخول في المنافسة من باب ابن المنطقة الأولى، ما ساهم في رفع عدد القوائم المودعة إلى حدود 34 منها 11 أحرار انتهت بغربلتها وإبقاء 25 فقط منها 3 أحرار عكس الانتخابات الماضية التي تنافس فيها 56 قائمة تمكنت 5 فقط من الحصول على نسبة 5 بالمائة ومنه تم تقاسم المقاعد الـ12 فيما بينهم ورمي آلاف الأصوات في السلة إن صح التعبير.
وفي قراءة أولية، فإن الأفلان والأرندي يراهنان على الجهة الشرقية من خلال منح الصدارة لرجل الأعمال تلي ماضي ابن بلدية بلعايبة لترؤس قائمة الحزب العتيد، وإعادة تزكية ابن مقرة النائب الحالي خير الدين بيبي على رأس قائمة الأرندي تعتبر حركة مجتمع السلم الرابح الأكبر من خلال فسح المجال لها بعاصمة الولاية التي يتصدر قائمتها الوزير السابق اسماعيل ميمون. وفي السياق ذاته دخل حسب متابعين للشأن السياسي على الصعيد المحلي الأحزاب المعروفة في استقطاب أنصار ومحبي القوائم المقصاة من أجل استمالتهم خاصة وأنهم وعاء لا يستهان به وبإمكانه ترجيح كفة جهة على حساب جهة أخرى رغم مخاوف من العزوف الشعبي عن هذا الموعد الهام.
ويرى مواطنون في حديث مع"الشروق"أن التكهنات هذه المرة صعبة، حيث يبقى الغموض يسود الموقف، إلا أن كل الآراء أجمعت على عدم الاهتمام بهذا الموعد الانتخابي من خلال استخلاص ما حدث خلال العهدة المنقضية نتيجة تنصل وتملص نواب الولاية من المهمة الموكلة لهم وغيابهم عن كافة الأحداث التي عرفتها المسيلة، والاهتمام أكثر بمصالحهم الشخصية الضيقة حتمت على السكان الاستنجاد بنواب من خارج الولاية لإيصال انشغالاتهم العالقة في صورة لخضر بن خلاف و حسن عريبي الذي ناب عن 12 نائبا في عديد المناسبات.
وأجمع محدثو "الشروق"، على أن انتخابات 4 ماي المقبل لن تحسمها الكفاءة والنزاهة ونظافة اليد ورصيد هؤلاء المترشحين، ماعدا الشكارة والولائم والوعود وكذا العرش الذي يُعد أحد أهم أدوات النجاح والفوز التي يراهن عليها الكثيرون ـ حسب محدثينا ـ خاصة متصدري القوائم المعروفة لاستمالة الناخبين للوصول إلى قبة زيغود يوسف.