من الخطأ الجسيم .. أن تستغل أي دولة جارة .. حدثا هاما تمر بها دولة جارة أخرى .. و تحاول التشويش عليها سياسيا و إعلاميا .. بل تسعى لتأليب الرأي العالمي عليها خاصة من الناحية الإنسانية و الحقوقية ..
هذا ما فعله المغرب الرسمي .. اتجاه جارتها الجزائر .. و هي تعيش حدثا سياسيا ذَا أهمية بالغة ..
ماهي خلفيات الجهات الرسمية المغربية من الاتهامات المفبركة ضد الجزائر في هذا الوقت الحساس .. بطرد رعايا سوريين نحو التراب المغربي في ظروف إنسانية متدهورة ..
هل تضايقت السلطات المغربية من التحكم الأمني الدقيق على كل الحدود الجزائرية ..
أم هو همز و لمز و تشويه للأجهزة الأمنية الجزائرية ..التي تقوم بعمليات دقيقة و احترافية وفق القانون الجزائري و في كنف احترام القانون الدولي في تأمين كل الحدود من تجار الموت و الأسلحة و المخدرات . و محترفي زعزعة الأمن الداخلي للأوطان ..
أو هل أقلقها السير الحسن للانتخابات التشريعية ..
أم أزعجتها المشاركة الكلية تقريبا لكل الأحزاب الجزائرية بكل توجهاتها ..
أم لم يعجبها الهدوء المتزن الذي تمر به الحملة الانتخابية ..
أم هو الإرباك المغربي اتجاه الإنجازات التي تحققها الدبلوماسية الجزائرية في الميدان خاصة في الجوار الجزائري و خاصة في ليبيا الشقيقة ..
الذي يدركه الجميع و خاصة القصر الملكي المغربي أن الجزائر لم تشوش على المغرب و هو ينظم استحقاقه الانتخابي البرلماني قبل أشهر .. و لم تحاول التأثير فيه لا سياسيا و لا إعلاميا.. و لم تتدخل لا من بعيد و لا من قريب حتى في أزمة تشكيل حكومته ..ولا حتى بالوكالة من خلال وسائل الإعلام ..
لكن المغرب و بالدليل القاطع اختار الوقت الخطأ و استغل الحدث السياسي الهام الذي تمر به الجزائر لصناعة القلاقل و التشويش على صناع القرار في الجزائر ..باختلاق مشكلات و المساس بشرف الجزائر ..
كان بالأحرى على السلطات المغربية أن تهتم بشأنها الداخلي و تبحث عن كل ما يخدم الشعب المغربي من تنمية و تطور و حسن جوار..
و تترك جارتها الجزائر تصنع حاضرها .. و ترسم مستقبلها دون منغصات من هنا و هناك ..
و مع ذلك و مهما حاول تجار الوقيعة بين الشعوب العربية ستبقى إرادة الشعبين الشقيقين الجزائري و المغربي فوق كل ألاعيب السياسة القذرة ..
التدوينة المغرب يخطئ الهدف مرة أخرى .. ظهرت أولاً على الجزائر 24.