عرضت مسرحية "بهيجة" للمخرج زياني شريف عياد، سهرة أول أمس بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي، جاءت أحداثها في قالب "المسرح الملحمي" وعادت بنا إلى زمن العشرية السوداء، وسط حضور مميز للعديد من الوجوه المسرحية والتلفزيونية وحتى الروائية في عرضها الشرفي أمثال واسيني الأعرج، صالح أوقروت، يوسف سحيري، ربيع قشي، أحمد شنيقي وغيرهم. رفع الستار على عرض "بهيجة" المقتبس عن رواية "من دون حجاب ومن دون ندم" لليلى عسلاوي، ترجمة نور الدين سعودي وإعادة الكتابة عادت لأرزقي ملال، من إنتاج مشترك بين المسرح الوطني ومسرح القوستو. بدأ العرض في ظلام دامس يحكي تاريخا مسكوت عنه، أعاد النبش في فترة ساد فيها الظلم والعنف والخوف، إلى عشرية سوداء تأزمت فيها الأخلاق باسم الدين، إلى أن العرض اتسم بالسرد ووقع في الخطاب المباشر، وتداخلت العديد من الأحداث من أيام الثورة إلى العشرية السوداء. صعد الركح أربعة ممثلين، جسدت الممثلة نضال دور "بهيجة" مرتدية الحجاب الذي فرض عليها، إلى جانب كل من الممثل مراد أوجيت وعباس محمد إسلام و نسرين بلحاج، الذين جسدوا أكثر من دور فوق الركح مما أدى إلى ارتباك لدى المتلقي. وعبر مشاهد جاءت وسط فضاء يشبه السجن كان الحوار غالبا وراءه وكأن الجزائر أصبحت سجن كبير في فترة العشرية السوداء في سينوغرافيا من تصميم "أرزقي العربي"، استعمل في العرض المصباح كثيرا كإكسسوار رئيسي سلط الضوء فيه على "بهيجة" التي تروي قصتها بعد لقائها مع صديقتها ليلى التي نسجت القصة من الواقع. أبرز المخرج شريف عياد العنف في تلك الحقبة من قبل الإخوان الذين يسيرون في ظل الدين باسم الجنس والمال والعنف، حيث أظهر وحشيتهم في صورة مبالغ فيها، تظهر خاصة في الدور الذي جسده عباس إسلام الذي اظفى نوعا من الكوميديا رغم تراجيديا العرض. وتضمن العرض مقاطع من الأغاني لكل من الفنان حسني، ومعطوب الوناس الذين قتلوا في غدر ذلك الزمان، وأغنية لعبد المجيد مسكود يتغنى عن الجزائر التي تغيرت ملامحها "جزائر يا العاصمة سومة قيمتك عظيمة فسدوك لما لهم قيمة"، كما جاءت أغلب المشاهد بتسجيل صوتي عبر المذياع ينقل الأخبار تارة ويبرز الجهاد تارة أخرى كجملة "عليها نحيا وعليها نموت في سبيل الله نجاهد وعليها نلقى الله" التي تكررت أكثر من مرة في العرض.