ناقشت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران قضية استيراد وحيازة ونقل ووضع للبيع مخدرات بطريقة غير مشروعة ضمن مجموعة إجرامية منظمة والتزوير واستعمال المزور، وهي القضية المتابع فيها ثلاثة أشخاص ألقي القبض على أحدهم، فيما لا يزال شريكاه في حالة فرار، حيث التمس في حقه ممثل الحق العام تسليط عقوبة عشرين سنة سجنا نافذا، ليوقع عليه حكم 15 سنة سجنا نافذا.
جاء في سرد الوقائع أن معلومات وردت إلى المصالح الأمنية المختصة لتلمسان حول شخصين ينشطان في مجال المخدرات، حيث ينقلانها إلى غرداية على متن شاحنة «إيسيزي»، ويتعلق الأمر بالمتهمين الفارين، واستغلالا لهذه المعلومات تم وضع تشكيل أمني للإيقاع بالمشتبه فيهما، ليتم بتاريخ 12 ماي 2015 توقيف شاحنة من نوع «إيسيزي»، وعند تفتيشها عثر بداخلها على كمية من المخدرات يُقدر وزنها بـ33 قنطارا مموهة بألواح خشبية، وعند معاينة رخصة السياقة تبين أنها مزورة ومقلدة، ليتم توقيف السائق وتحويله إلى مقر الأمن لاستجوابه، حيث كشف الموقوف في تصريحاته أنه سبق له أن توجه إلى غرداية مرتين على متن شاحنة من نوع «جي.آم.سي» تسلمها منه أشخاص كان أحدهم يحمل «كلاشينكوف» مقابل مبلغ خمسين ألف دينار، وذلك بطلب من المتهمين الفارين، أحدهما أمّن له الطريق سابقا على متن سيارة «أتوس» مؤجّرة من وكالة كراء، بعد أن لحق به في مدينة سيدي بلعباس واستصدر له عقد تأمين الشاحنة من الصندوق الجهوي للتعاضدية الفلاحية، وثبت وجود اتصالات بين المتهمين الثلاثة، خصوصا بين الموقوف وأحد الفارين. هذا الأخير الذي أسفر تفتيش مسكنه عن العثور على مبلغ 569 ألف دينار ومبلغ 300 درهم مغربي ومفاتيح شاحنة ثانية من نوع «إيسيزي»، والتي تم استرجاعها بعد العثور عليها مركونة قرب مقر فرقة الدرك للرمشي، وكان هذا الأخير هو من سلم المتهم رخصة السياقة للوزن الثقيل مزورة عليها معلومات هويته الحقيقية، بعد أن سلمه الموقوف صورته الشمسية ونسخة عن بطاقة التعريف. وخلال تواجد المتهم في المؤسسة العقابية، وأثناء مجريات التحقيق معه، قصده محاميان اثنان من منطقة الأخضرية وطلبا منه عدم ذكر اسم المتهم الأخير مقابل منحه مبلغ مليار سنتيم، على أن يورط المتهم الفار الثاني الذي ورد اسمه في عديد القضايا المماثلة، وهو الذي أمّن له الطريق سابقا. دفاع المتهم رافع ببراءة موكله؛ لأنه تم استغلاله، كونه له سابقة مع مرض الصرع، كما خضع لعملية جراحية على الرأس ويعاني من تأخر ذهني.