ارتحل الأستاذ الدكتور إبراهيم رماني أول أمس بالحضور في اللقاء الذي نظم بمكتبة "شايب دزاير" التابعة للمؤسسة الوطنية للإتصال النشر والإشهار "أناب"، لجوانب مهمة من شخصية ديبلوماسية وثقافية هامة في الذاكرة الوطنية ألا وهو بوعلام بسايح، وذلك من خلال تقديم كتابه الموسوم "بوعلام بسايح، عشر سنوات مع الدبيلوماسي و السياسي المثقف". وكان اللقاء الأسبوعي الذي نشطه سيدعلي صخري -المشرف على النشاطات الثقافية- بالمكتبة، بمعية محمد بلحي وابراهيم رماني -المحاضر-، وحضره سليمان بخليلي، وعبد العالي مزغيش...، فرصة لعرض الكتاب، الذي يأتي تزامنا والذكرى الأولى لرحيل بوعلام بسايح الذي غادرنا بتاريخ 28 جويلية 2016. في السياق اعتبر ابراهيم رماني في مستهل حديثه: أن كتابه عبارة عن شهادة يتطرق فيه إلى محاور كثيرة، فبحكم معرفتي بالراحل -يضيف-، عايشت معه مرحلتين مهمتين، الأولى عندما تولى منصب سفير الجزائر بالرباط 2002-2005، أين برزت خلالها كفاءته وخبرته العالية وحنكته الدبلوماسية المشهودة، والثانية حين توليه رئاسته المجلس الدستوري 2006-2012، خبرة بسايح الدبلوماسية وثقافته العميقة وحكمته السياسية المتجذرة، في تطوير علاقات تعاون ثرية متنوعة مع المحاكم والمجالس الدستورية الأجنبية. وأبرز رماني أنه كتب عن بوعلام بسايح لأنه صاحب مسار استثنائي، فبغض النظر عن المناصب الكبيرة التي تقلدها، اتصف بثقافة جلية أثرت فيا، مشيرا أن الإصدار إضاءة لفترة مهمة من هذه الشخصية التي جمعت بين الأدب، السياسية، الديبلوماسية ليكون الديبلوماسي المثقف، معددا مختلف الفترات التي قضاها معه، وكتاباته، حيث كتب وترجم حتى بعض الكتب للشعر الشعبي الى اللغة الفرنسية لتمكين القرّاء من التعرف على الجزائر وثقافتها العريقة. ولم ينس رماني وهو إطار سامي في وزارة الشؤون الخارجية شكر المؤسسة الوطنية للإتصال والنشر والاشهار "أناب" على طبع هذا الكتاب وتنظيم اللقاء. على هامش اللقاء صرح ابراهيم رماني لــ "الحياة": أن علاقته بالشخصية الديبلوماسية علاقة متينة جدا، مضيفا أن التواصل بينهما كان حتى التحاقه بالرفيق الاعلى، مؤكدا أن الكتاب يغطي المراحل المختلفة للراحل لانه من النادر وجود رجلا مثقفا ومحنكا كالراحل، هو واجب الوفاء والكتابة للتاريخ، الوطن، الذي يعد أحد رجاله، في الادب الثقافة السياسة والديبلوماسية،وحتى الفن إذا ماقلنا أنه كاتب سيناريو لملحمة الشيخ بوعمامة. وعن سؤالنا عن الصعوبات التي تلقاها، قال: لم ألق صعوبات ابدا، بالعكس هو عبارة عن شهادة بحكم قربي للراحل، كتاب مدعم بمراسلات، وثائق، صور، مخطوطات تبرز ملامح شخصيته، فبرغم مسؤولياته ظل متشبثا بالثقافة. مضيفا أن عائلة الراحل رحبت بالخطوة. وإعتبر المتحدث أن مولوده الأدبي خطوة أولى، أكيد سيتبعني فيها آخرون، فبسابح رجل دولة من طراز رفيع، ولن أبالغ لو قلت -يضيف-، أنه الشخصية النموذجية التي أحلم بها وتأثرت بها منذ بداياتي. يشار إن مؤلف الكتاب إبراهيم رماني من مواليد بسكرة 1962، وهو دكتور في الأدب العربي الحديث وباحث جامعي وإطار سام بوزارة الشؤون الخارجية وله مؤلفات عدة في الثقافة والأدب والإيديولوجية، وسيصدر الترجمة الفرنسية لشهادته حول بوعلام بسايح خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته المقبلة.