دعني اقول لك سر الى الامام لأنك ظاهرة بحق في ظل مجتمع الفشل، اثبت ان بالموهبة وشيء من الجنون يمكن ان نخلق الفرح في محيط كئيب ، وها انت تنجز هذه المعادلة الغريبة وتنقلها من مجال الكلام المعلق في سماء التجريد والتمني والتسويف الى ارض الواقع، وذلك من خلال عمليك المسرحيين السابقين، طرشاقة و كشرودة، ويبدأ التميز من الغرابة العنوانية الى الاصرار على طرح الجديد بشكل جذاب ومتميز يستهدف بالدرجة الاولى المتلقي، الجمهور واثبت بهذه الرؤية والديمارش قدرتك على تحقيق الرهان والمتمثلة في اختلاق الجمهور، لقد امتلأت عروضك بالحضور ،وكان الجمهور بهذا الحضور اللافت تكذيبا لمقولة أزمة الجمهور، وبهذا قد انتصر ليس فقط على المقولات الخادعة وانما ايضا على ارادة ترسيخ الامر الواقع وهو الفشل، اعتقد ان تجربتك بحاجة الى التأمل وبالتالي الى امتثالها ليس فقط في المسرح بل في مجالات تتحاوز المسرح،،لو كانت في هذا البلاد جائزة اسمها الجائزة الوطنية الكبرى للإبداع الأصيل لقلت انت أحمد رزاق صاحبها دون منازع..