صديقي العزيز لحسن اتمنى ان تجدك رسالتي بخير،وربما يتكون مفاجأة لك في زمن اختفت فيه ثقافة الرسائل وسيطر فيه المسنجر ،على كل أردت من خلال رسالتي هذه اليك ان احيي فيك استمرارك طيلة هذه المدة التي تجاوزت الثلاثين سنة في ممارستك مهنة الصحفي وبالضبط وظيفة مراسل صحفي،لقد نقلت هموم رجل الشارع البسيط من مدن الغرب الجزائري بمثابرة وحرفية وشجاعة وكنت بعيدا عن ترهات الصحفيين المنظرين الذين لم يغادروا مكاتبهم وعايشت سنوات الديمقراطية قبل اغتيالها في عامها الثالث،وكنت شاهد عيان على سنوات الدم والجنون،وعلى سنوات محاولة استرجاع الأمل ثم سنوات الخيبة والقنوط ولازلت كما عرفتك تكتب ومرتبطا بالميدان وانت في كامل تواضعك وحبك لهذه المهنة الشقية التي ظلت تتلقى الطعنات المبرحة من ابنائها انفسهم يوم مكنهم الحكم من سوية سلطة،ولهذا اردت ان احييك من الأعماق خاصة وان مهنتنا اضحت غارقة في مستنقع مقصود فوجودك يمنح الامل للكثيرين من الصحفيات والصحفيين ليسيروا على خطاك من اجل مهنية أكبر واخلاقية اسمى وشرف أنبل..شكرا صديقي على كل ما قدمته ولاتزال فربما سيكون اجتهاد ووفاؤك لمهنتك طريقا يتبّع ومثالا يحتذى من قبل الاجيال الجديدة التي ستجد نفسها امام سؤال تراجيدي صعب،في ان تكون او لا تكون مثلما قال بطل شكسبير هاملت