صديقي العزيز، سلام وبعد اتوجه اليك برسالتي بعدما شعرت بحزن عميق وانا اراك وانت المشاكس العنيد تسقط امام اول ضربة لتعلن عن انسحابك من حلبة المقاومة مبررا ذلك بان لا جدوى من المقاومة لصالح شعب لا يريد ان يتحرر بل هو عدو للمثقفين ولكل الذين يحاولون تحريره،وقلت بان اجمل الاشياء باتت بالنسبة اليك ..اهتمامك بملذاتك اليومية واهتمامك بنفسك وتجنبك الازعاج من هم في السلطة كونهم اصبحوا الغالبين والمسيطرين على زمام الأمر وكتبت ذلك وانت تعلن بانك راض على هذا الطريق كل الرضا صديقي..انا متأكد كل التأكيد ان شخصا تحصل على معرفة مثل معرفتك وكتب ما كتب في السابق لا أظنه فعلا يؤمن بما قلت كل الايمان،انا متأكد ان الخيبة هي التي جعلتك تكفر بكل شيء ،وجعلتك تصب جام غضبك في الناس الذين لم يستجيبوا الى ارائك التحررية والتحريضية واستكانوا لخرافات المشعوذين وفتاوي الوهابيين،وضربت اخماسا في اسداس وانت ترى جهدك الخاص يتبخر في ظل هذا الجو الخانق والملوث،،لكن قل يا صديقي،هل يكفي لان نجد انفسنا اقلية حتى نشك في افكارنا ونتنازل عن مبادئنا بهذه الصورة؟ان ما تتعرض له صديقي من تهميش وعدم لامبالاة أمر منطقي وطبيعي،لكن ذلك لا يجعل منا ان نحط سلاحنا ونستسلم الى هؤلاء المتباهين بجهالتهم وقوتهم،لان في نهاية الطريق الحقيقة هي التي ستنصر،وهذا ليس امرا جيدا فقظ جربته شعوبا وانظمة قبلنا لكن في نهاية النفق انتصر البصيص الذي فتح الطريق امام الضوء،تامل ما حدث للشعوب الاورربية الشرقية فلقد عاشوا العسف والقنوط امام بطش الستالينية ،لكن في نهاية المطاف انتصر العقل وانتصرت الحرية وانتصر الامل واختفت كل تلك الوطاويط التي كانت تبذر التثبيط والجبن والخوف والاستسلام في النفوس،ولهذا وجدت من واجبي ان اكاتبك وانبهك الى مافي نفسك من طاقة تنتظر منك احياءها وتحويلها الى قوة قاهرة لليأس والاستسلام