غالبية الجزائريين عاطفيين و يحكمون على الأشياء بقلوبهم وليس بعقولهم، ويتخذون مواقفهم وقراراتهم من خلال ردود أفعال ساخنة وغاضبة، فتكون غالبا، خاطئة وتجانب الصواب . يحبّون من يدغدغ عواطفهم ويريدون سماع ما يحبّون وليس ما يجب أن يقال ... يحبذون من يشتم السلطة ولو كان انتهازيا و "مصلحجيّا "، ويكرهون من يقول كلاما لا يريدون سماعه حتى ولو كان صحيحا ومقنعا "عين الحقيقة " كما يقال . لم نستفد أبدا ممّا جرى منذ 1991 وحتى الآن، ونحن مستعدون أن نرحب بتلك المأساة التي وقعت بين 1991 و 2000 ، ونجربها من جديد وكأن شيئا لم يكن . مازال البعض يرى في الشيخ نحناح خائنا و" عميلا للسلطة " بسبب أرائه .. رغم أن الزمن أعطاه الحق في كل ما قاله .. كلّ ما يقول كلمة متصلة "بالعقل" يتهم بالعمالة للسلطة ، وكلّ من يقول كلمة متصلة " بالقلب " يتهم بالبطولة والشهامة .. وهكذا أصبح التهوّر هو " الصحّ " والتعقّل والتدبر .. أصبح عمالة .. غالبية الجزائريين مازالوا مؤمنين بأن عباسي مدني بطل ومحفوظ نحناح ( رحمه الله ) خائن وعميل .. وهذا وحده يكفي للتأكيد على أننا مازلنا في قاع البئر .