لأول مرة يجرؤ مناضل منذ الساعات الأولى في الحركة الوطنية بلعيد عبد السلام وهو في عمر متقدم على كشف المستور حول الدور السلبي للشيخ البشير الإبراهيمي تجاه القضية الوطنية وحرب التحرير الوطني وذلك في كتاب صادر عن منشورات خطاب بعنوان"كتابات وتحليلات غير منشورة،حول قضايا ماضي غير بعيد" يتعرض بلعيد عبد السلام بالنقد لفرحات عباس لكنه يركز حول الدور السلبي لجمعية العلماء التي لم تؤمن يوما ،حسبه، بالاستقلال،بل كل ما دافعت عنه هو تحسين وضعية المسلم في ظل النظام الفرنسي ورغبتها في تمثيله لدى الإدارة الكولونيالية، بمعنى آخر لقد وقفت الجمعية من جهة ضد الاندماج الديني لكنها وقفت إلى جانب الاندماج السياسي ومن هنا كانت ، بحسب بلعيد ، نظرتها احتقارية وفوقية لمناضلي الحركة الوطنية الراديكالية،ولم يتوقف بلعيد عبد السلام عن كشف الدور المهادن والمتصالح سياسيا مع الادارة الاستعمارية بل انتقد بلذاعة دور الشيخ الابراهيمي تجاه ثورة التحرير لأنه ، حسب المؤلف ، وهو أيضا صاحب كتاب(الصدفة والتاريخ)كان مواليا للأنظمة العربية الملكية الموالية للاستعمار البريطاني التي كانت تكيد لجمال عبد الناصر الذي أطاح بالملكية المصرية وناصر الثورة الجزائرية،وهذا ما شكل عقدة للإبراهيمي الذي احتفظ بكراهية لأحمد بن بلّة الذي وجد الدعم من عبد الناصر خلال الثورة وبعدها، ويقول بلعيد أن الابراهيمي ظل ساكنا طوال ذلك الوقت ولم يناصر الثورة طيلة اقامته بالقاهرة وهذا ما جعله يشعر بالغربة والبرودة تجاه الجزائر التي استقلت بعيدة عن دوره في قضية التحرير،مما جعله يواصل بغضه لابن بللة بذريعة الابتعاد عن الاسلام، كما يتعرض عبد السلام الى دور نجله الدكتور طالب في تبجيل صورة والده في فترة وجوده في السلطة، الكتاب مثير للجدل لكنه يتميز بجرأته وطرح حقائق تتعلق بالتاريخ بعيدة عن كل اسلوب ديبلوماسي..وهذا ما سنتعرض له في مقال قادم بالتفصيل