أحيا رواد مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها "فايسبوك"، "تويتر"، "انستغرام" وغيرها ذكرى 17 أكتوبر 1961 بطريقتهم الخاصة، حيث أطلقوا هاشتاغ "التاريخ لا يرحم أيها البلد الديمقراطي"، في إشارة منهم إلى القمع الذي مارسته السلطات الاستعمارية آنذاك في حق المتظاهرين الجزائريين الأبرياء، وهي التي كانت تدعي دائما الديمقراطية. أطلق مجموعة من الشباب صورا للمشاهد الدموية التي تسببت فيها السطات الفرنسية ضد المتظاهرين الجزائريين الذين احتجوا بطريقة سلمية في العاصمة الفرنسية باريس، واستنكر العديد من "الفايسبوكيين" الطريقة الشنيعة التي تعاملت بها السلطات الفرنسية، ناشرين صورا تؤكد على بشاعة الاستعمار الفرنسي الغاشم وما مارسه من ظلم وقهر في حق الجزائريين الأبرياء. 80 ألف جزائري خرجوا في مسيرة سلمية خرج نحو 80 ألف جزائري من رجال نساء شيوخ وحتى أطفال في مسيرة سلمية بباريس بدعوة من قادة الثورة الجزائرية احتجاجا على التعليمة التي أطلقها مدير الشرطة آنذاك "موريس بابون"، طبقت على الجزائريين دون غيرهم والمتمثلة في حظر التجوال في العاصمة الفرنسية "باريس" بدءا من الساعة الثامنة والنصف ليلا إلى الخامسة والنصف صباحا، قصد الدفاع عن حريتهم المسلوبة الا أنهم تعرضوا إلى شتى أنواع الظلم، بحيث عملت السلطات الفرنسية على تعذيبهم وقتلهم ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل راحوا للتنكيل بجثثهم. عمي بشير شاهد على الحدث... عمي بشير حموش يروي بمرارة لـ"الحياة " ما تعرض له الجزائريون خلال السابع عشر من أكتوبر 1961، مؤكدا أن هذا التاريخ يكشف ظلم السلطات الفرنسية التي ظلت تتغنى بالحرية والديمقراطية لسنوات، مؤكدا أن هذه المجازر ماهي إلا صورة واحدة من صور الجرائم الفرنسية الفظيعة التي مارستها في حق الجزائريين العزل. 300 قتيل وعشرات المفقودين تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي خلال ذلك اليوم خلفت أزيد من 300 قتيل وعشرات الآلالف من الجرحى والمفقودين، وهو الرقم الذي كذبته السلطات الفرنسية التي راحت لتصغير المظاهرات ووصفها باللاحدث، حيث أقرت بوفاة 40 جزائريا فقط، بينما كشفت تقارير إعلامية عالمية عن وفاة أزيد من 300 شخص. الشباب الجزائري لا ينسى تاريخه أكد العديد من الشباب الذين تحدثنا اليهم أنهم لا ينسون تاريخ بلدهم، وفي هذا الصدد يقول هشام شاب في الثلاثينات من العمر: "أنا واحد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا هاشتاغات منددة بما فعلته فرنسا في الجزائر والمجازر التي ارتكبتها في حق الأطفال والنساء والشيوخ منذ أن وضعت قدمهم أرض الجزائر، والحمد لله نعرف جيدا تاريخنا ونفتخر به". من جهتها سارة أكدت لنا أن تاريخ الـ17 من أكتوبر يعني الكثير للجزائريين مثله مثل تاريخ الثامن ماي 1945 وغيره من التواريخ المهمة.