أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الجمعة، سيطرة القوات الاتحادية على ناحية التون كوبري شمال غربي محافظة كركوك شمالي البلاد، بعد اشتباكات مع قوات البشمركة الكردية.
وقالت خلية الإعلام الحربي (تتبع الدفاع) في بيان لها، إن "قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي أعادت انتشارها وفرضت الأمن والنظام في ناحية التون كبري التابعة لمحافظة كركوك، آخر قطاع في إقليم كركوك كان تحت سيطرة البشمركة".
وأضافت أن "المدينة تحت سيطرة القوات الاتحادية بالكامل".
من جهته، قال مصدر في الجيش العراقي، اليوم (الجمعة)، إن معارك عنيفة دارت بين القوات الاتحادية وبين قوات البشمركة على أطراف التون كوبري.
وقال النقيب جبار حسن في الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش، إن "القوات الاتحادية منحت قوات البشمركة 24 ساعة لإخلاء جميع مقارها من داخل الناحية والانسحاب باتجاه الإقليم، لكن تلك القوات رفضت المهلة".
وأضاف حسن، أن "وحدات مدرعة من الجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب، وقوات الشرطة الاتحادية، بدأت صباح اليوم عملية عسكرية كبيرة للسيطرة على التون كوبري من سيطرة البيشمركة".
وتابع أن "القوات الاتحادية طالبت عبر مكبرات الصوت من أهالي الناحية التزام منازلهم وعدم الخروج"، مؤكداً أن "اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بالإضافة إلى قذائف الهاون تدور حالياً (حتى ظهر اليوم) على مشارف الناحية بين القوات الاتحادية وقوات البشمركة".
ويأتي هذا الحدث بعد أيام قليلة من فرض القوات العراقية، خلال حملة أمنية، السيطرة على مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، من بينها كركوك، دون أن تبدي البشمركة مقاومة تذكر.
وسيطرت البشمركة على تلك المناطق صيف 2014، عقب انسحاب الجيش العراقي منها أمام اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شمال البلاد وغربها.
وجاء تحرك القوات العراقية إلى هذه المناطق رداً على إجراء السلطات الكردية استفتاء شعبياً للانفصال عن العراق الشهر الماضي، اعتبرته الحكومة العراقية غير شرعي.
وأدى التقدم السريع للقوات العراقية وسيطرتها على مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى إلى تبادل الحزبين الرئيسين في كردستان الاتهامات بـ"الخيانة".
ولا تعد كركوك جزءاً من إقليم كردستان الذي يتمتع بنوع من الإدارة المستقلة منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن الأكراد يطالبون بضمها للإقليم مع مناطق أخرى يسكن فيها أكراد ويسمونها بالمناطق المتنازع عليها.
وقد فشلت المحادثات لحل الأزمة بين الجانبين بعد رفض القادة الأكراد مطالب الحكومة العراقية بإلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال.