يرقد حاليا نجم الراي في سنوات الثمانينات الفنان محمد شرشاب المعروف فنيا باسم "الشاب الزهواني"، بمستشفى جورج كولون بفرنسا، منذ تاريخ 6 سبتمبر المنصرم، بعد خضوعه لعملية جراحية مستعجلة، لاستئصال ورم على مستوى الحنجرة، اتصلت به الشروق فكانت هذه الدردشة.
كيف هو وضعك الصحي بعد إجرائك لعملية جراحية مؤخرا؟
الحمد لله على كل شيء، أجريت عملية جراحية دقيقة على مستوى الحبال الصوتية، لاستئصال ورم خبيث ولا أزال أواصل العلاج والمتابعة بمستشفى جورج كولون بفرنسا، وأسترجع تدريجيا عافيتي.
هل وجدت الرعاية اللازمة والمساندة من الوسط الفني وحتى الجهات الوصية على الفن والثقافة بالجزائر؟
للأسف، الكل نسيني، فمن كان بالأمس صديقا، صار اليوم غريبا، الحمد لله انني وجدت زوجتي التي تتحمل عبء مصاريف العلاج، والرعاية الصحية بمفردها ولولاها لكنت اليوم في عداد الهالكين. وأما عن سؤالك عن الفنانين والوصاية، فعلي القول أنه باستثناء الشاب ميمون الوجدي الذي يزورني، الباقي لم يتذكروني أصلا.
ما هي الرسالة التي تود توجيهها للوصاية؟
رسالتي هي صرخة قوية ومناجاة لتخليص مصيري الفني من أيدي مصاصي الدماء، خاصة وأني لم أنل فلسا واحدا من حقوقي رغم أنني أملك في السوق أكثر من 430 شريط، والديوهات الناجحة مع الزهوانية وغيرها، فضلا عن الكثير من الأغاني التي قدمتها لمطربين معروفين لأدائها نالوا هم الشهرة ولم أنل شيئا منها، بسبب البيروقراطية والتلاعب بحقوق الفنان. ولا زال هناك منتجين يحصدون أرباحا.
كنت أحد مطوَري أغنية الراي في سنوات الثمانينات ونجما بارزا. هل حققت ما كنت تتمناه خلال بداياتك الفنية؟
صراحة أنا نادم على تلك السنوات التي ضيَعتها في سبيل الفن والغناء، الذي بسببه فقدت صوتي، واليوم عوض تكريمي أو على الأقل منحي حقوقي المسلوبة، ألاقي من الجهات المسؤولة الإقصاء والتهميش، قضيت أكثر من 45 سنة في المجال الفني، كنت مع الأوائل الذين اقتحموا ساحة الغناء، سنوات السبعينات ضحَيت بشبابي وصحَتي من أجل الفن، لكن في الأخير لم أحقَق شيئا.
بعد تدهور الأوضاع الأمنية بالبلاد سنوات التسعينات، كان الجميع يفكر في الهروب نحو أوروبا، لكن باغتيال الشاب حسني تحولت تلك الرغبة إلى ضرورة قصوى، وبالفعل حزمت أمتعتي لدواع أمنية، خاصة أنه تم وضع اسمي رفقة المطربين المطلوبين.
تركت الكثير من الأغاني الناجحة التي تم إعادتها من طرف نجوم، هل تلقيت التعويضات عليها؟
كنا نعمل في جو من الفوضى، من يؤلف أغنية ويغنيها يتبعه العشرات لإعادتها، في غياب جهة تدافع عن حقوقنا.