مع نهاية الحملة الانتخابية واقتراب موعد يوم الاقتراع يشتد الصراع بين الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها الخميس، وتزداد التكهنات حول من سيفوز وأي طريقة تمكنه من جذب أصوات الناخبين، وكل حزب يبحث عن الطريقة التي تمكنه من إقناعهم.
يستنجد هذه الأيام ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية العديد من المرشحين بالطلبة الجامعيين، حيث يرون فيهم الورقة الرابحة، خاصة الجنس اللطيف اللائي يقنعن الجنس الخشن في ثوان معدودة ويؤدين واجباتهن على أكمل وجه، حيث تحولت خلال الآونة الأخيرة غرف الإقامات الجامعية بمختلف الجامعات والإقامات المنتشرة عبر ربوع الوطن التي خصصت في الأصل لتلقي العلم والمعرفة، إلى مداومات للأحزاب السياسية، غير أن العدد الإجمالي يبقى ضئيلا، بحكم أن الأحزاب السياسية لديها مقرات عدة، وهي تستغل المداومات كعامل إضافي فقط لجلب الناخبين، بعد أن تم تأجيرها في سرية تامة إلى منشطي الحملات الانتخابية الذين يستغلون طلاب العلم والمعرفة، وهذا لإقناع عدد معتبر من المتعاطفين والطلبة للتصويت لصالح قائمة ما، مقابل الحصول على مبالغ مالية بدافع الحاجة، لأن الطالب الجزائري منحته الجامعية لا تكفي حتى لشراء كتاب واحد، أو ولوج ساعتين في اليوم إلى قاعات الإنترنت التي تعتبر ضرورية، أو بسبب تردي وجبات الأكل بالمطاعم الجامعية إذ يضطر الطالب إلى تناول وجبة العشاء خاصة خارج الحي الجامعي.
وتساءلت مصادر إن كانت الإقامات الجامعية مخصصة لتلقي العلم أم لتعلم تقنيات السياسة، وتزداد حدتها في كل مناسبة انتخابية، حيث أكدت ذات المصادر نفسها أن الظاهرة قديمة بدافع الحاجة حتى إن طلابا وطالبات يعيلون أسرا بأكملها من أموال الحملات الانتخابية، وأكدت أنه لا توجد إقامة جامعية على المستوى الوطني تخلو من النشاط السياسي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن حدتها تختلف من إقامة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى، رغم أن المصالح المعنية تراقب القطاع بأعين لا تنام، وتشدد من رقابتها لمحاربـة هذه الظاهرة لأنها لا تتناسب وأهداف الجامعة الجزائرية على اعتبار أنها غريبة عنها ولا ينبغي أن تتساهل معها، بل ينبغي أن تحاربها بشدة، علما أن ديكور الغرف الجامعية تغير وهي التي كانت تعج بالكتب والكراريس، لتحمل هذه الأيام صور مرشحين للانتخابات المحلية، ولافتات بالبنط العريض تحمل شعارات الأحزاب السياسية التي تتمحور في مجملها حول تحقيق التنمية على المستوى المحلي، وضمان عيشة أفصل للمواطنين، ما جعل الأحياء الجامعية تعيش أجواء الحملة الانتخابية بكل تفاصيلها، استعدادا ليوم الاقتراع المزمع تنظيمه هذا الخميس.