مأساة كبيرة تلك التي تعيشها هاته الأيام عائلة صديقي من وهران التي كادت أن تفقد ابنها محمد رضا صاحب الـ23 ربيعا،بعد تعرضه لاعتداء وحشي من طرف مجموعة من أشباه الأنصار المحسوبين على فريق أولمبي الشلف، حين باغتوه لحظة تواجده على مستوى محطة المسافرين بالبويرة، فجر يوم الجمعة مستعملين الأسلحة البيضاء والحجارة، والركل والسحل، والأكثر من كل ذلك أن المعتدين سجلوا بفيديو يوثق كيف اعتدوا عليه ولولا الرعاية الإلهية لكان في عداد الأموات.
وقد زارت "الشروق" الضحية ببيته العائلي بحي سانت بيار العتيق بوسط ولاية وهران للاطمئنان على صحته خاصة بعد أن صاحب نشر الفيديو المثير حملة تعاطف كبيرة ليس من طرف الوهرانيين فقط، بل حتى من طرف سكان ولاية الشلف. حيث سرد لنا محمد الذي ينشط في مجال بيع الملابس الجاهزة، بكل حرقة ما عاناه يومها، وهو المعروف عنه وفائه الكبير لفريق القلب مولودية وهران، حيث طاف رفقة أبناء حيه أغلب ملاعب الجمهورية، ولم يتعرض في حياته لأي اعتداء، كونه معروفا بطيبة قلبه وببشاشته، ويهدف من خلال تنقلاته تشريف صورة المناصر الوهراني.
ولم يكن محمد يتوقع لحظة أنه سيأتي يوم يتعرض فيه من طرف أبناء وطنه، لاعتداء وحشي من طرف أكثر من 20 مناصر، حين كان يهم بالخروج من مقهى المحطة، ليتفاجأ أن حافلة الحمراوة أقلعت، من دون ان تنتظره وهي الفرصة التي اغتنمها المعتدون، ليبرحوه ضربا ويسرقوا هواتفه النقالة وساعة يده، وحذاءه الرياضي ومبلغا ماليا يقدر بـ 8 آلاف دينار زيادة على جواز سفره، في هذا الصدد صرح والد الضحية وهو مناصر قديم لمولودية وهران أنه لم يستوعب بعد الطريقة التي تعرض لها ابنه لهذا الاعتداء، متسائلا عن جدوى كاميرات المراقبة والدوريات الأمنية في ردع المعتدين على المسافرين العزل.
وناشد الوالد الجهات الوصية بداية من والي وهران وصولا إلى رئيس الفريق بالتجند لإنقاد ابنه من الهلاك، كونه يعاني من عدة إصابات أخطرها على مستوى الجمجمة والعين، ويتطلب اخضاعه في أقرب الآجال لعمليتين جراحيتين، قبل أن تحدث المضاعفات حسب ما أكدته التقارير الطبية التي تحوز الشروق على نسخة منها، كما طالب الأوصياء على الرياضة بضرورة وضع حد لمثل هذه التصرفات البربرية وتنظيم خرجات الأنصار مثلما هو متعامل به بكل دول العالم، لحماية أرواح المناصرين ومعاقبة المتسببين في إثارة الشغب لأن الأمر يتعلق بأبناء الوطن الواحد.