"نعم... نفتقد اليوم للصحافة الاستقصائية وسلطة المعرفة"



...

أكد الكاتب والاعلامي يوسف شنيتي، أن الاعلام الثقافي في الجزائر اليوم يسير نحو الهاوية، وأن مشكلة الثقافة في المجتمع تكمن من حيث المكانة والوظيفية والسلطة، فضلا عن ذلك فإن الثقافة لم ترق لتكون نقدية وتفاعلية، وأشار في معرض حديثه أن الثقافة الحقة والرأي الثقافي والاستقصاء والتثاقف تبقى مجرد أمنية. في سياق آخر استحسن شنيتي في حوار لــ "الحياة"، التغييرات التي يقوم بها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، التي يرى فيها جانبا إيجابيا غير الذي يراه الكثير ممن يحسبون على القطاع الثقافي في الجزائر، حيث يعتبر شنيتي أن هذه التغييرات محاولة لضخ دم جديد من شأنه أن يدفع القطاع للأمام، مبرزا أن تحرير الفضاء من الطفيليين يحتاج إلى وقت طويل. وأفاد شنيتي أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ابن القطاع، وأدرى بخفاياه، وكواليسه، لذلك فقراراته سيدة، منوها إلى أن الوزير لطالما شجعه في سنوات سابقة على كتاباته الأسبوعية في الصفحة الأخيرة من صحيفة "صوت الأحرار" حول الشعراء العرب، وهو مايؤكد أنه متتبع وفي لكل مايخص الثقافة. *** يوسف شنيتي .. اسم اعلامي وادبي يشتغل بصمت وبعيدا عن الاضواء... كيف تعرف القارئ؟ سأكتفي بأن أقاسم القارئ بعضا من همي الإنساني والإبداعي إذ أذكّر بأن يوسف شنيتي من مواليد الهامش بالدشرة المسماة مجازا الجزائر العاصمة، فتحت عيني على مشهد بلا ألوان، يضجّ برائحة العرق وكثير من الآه التي براها الألم، لا شيء غير هريسة الدمع والقهر في مواجهة الظلم والتمييز وعند مكابدة الحياة وإعالة الأولاد. ما من جذوة اقتبسنا منها أملا في الغد أو ما بعد الغد غير فرصة التعليم حيث تعلمت الحرف واقتفيت المعنى من أجل الخلاص، وحتى لا ألهو بقطرة شهد فوق وحل يدي بتعبير محمود درويش. كنت أدرس بتفوق كما لو أدبرت الدنيا لتوها وأدركت مبكرا أن حلمي لن يقهره بؤس ولن يحد أفق، وأن يوسف سيكون كاتبا وصحفيا ويعشق البحث وينشد المعرفة لتصير سلطة لديه تعوضه بعض الشيء عما يفتقده من سلطة المال والنفوذ وحتى من سلطة الجهل مثلما هي مهيمنة اليوم في ظل هذا الحاضر السفيه. وسأضيف أني بالإضافة إلى الإعلام أكتب القصة القصيرة ولدي مجموعة حريق الذكريات و كتابين آخرين: شعراء في الواجهة، و يا أيها الإنسان، وأنتج برامج حوارية وثقافية للإذاعة منذ سنوات و أعمل على إصدار روايتي الأولى قريبا، ناهيك عن بحوث ودراسات تاريخية وإعلامية نشرت بعضها في المجلات الخارجية ومداخلات في مؤتمرات أكاديمية دولية، أكثر من ذلك أن مسكون بالسمعي البصري و أشتغل على مشاريع هامة سأكشف عنها في وقتها. *** بما أنك إعلامي في مجال الاعلام الثقافي... برأيك هل ترى أن الاعلام الثقافي في الجزائر بخير؟ مشكلة الإعلام الثقافي هي مشكلة الثقافة في المجتمع من حيث المكانة والوظيفية والسلطة. أجل، المنظومة الإعلامية برمتها تفتقر للمهنية والسقف العالي للحرية، ولا يمكن أن يكون الإعلام الثقافي مهنيا و بجودة عالية وحده، ثم إن الثقافة لا تزال ترفا وتسلية وفاكهة، ولم ترق لتكون نقدية وتفاعلية، وهي آخر الاهتمامات في سلم الأخبار وصناعة الإعلام في هذا البلد. الصحافة ليست سلطة رابعة ولا خامسة ولا حادية عشرة في هذا البلد، فكيف يشذ الإعلام الثقافي عن القاعدة؟ لم يبق إلا أن يرتقي أصحابه بواجب التثقف، إذ عيب هذا القطاع هو أننا نحتاج إلى الصحفي المثقف وليس إلا الصحفي فقط أو ربع صحفي، حينها تتطور الخدمة الإعلامية ووظائفها المعروفة ويكون للإعلام رأي وتأثير، أما أن تتحول المعرفة إلى سلطة كما رآها إدوارد سعيد وأستاذه فوكو وغرامشي فذاك ليس غدا حتما. سنكتفي إذا بالضحالة مع أخبار ثقافية سريعة وسطحية عند تغطية النشاطات والفعاليات وما إلى ذلك، وأما الثقافة الحقة والرأي الثقافي والاستقصاء والتثاقف فمجرد أمنية. ... ولكن هناك اتهامات تحوم حول الاعلام الثقافي بأنه يصنع أسماء فارغة؟ هذه ليست اتهامات إنها الحقيقة، الإعلام عموما يصنع الأسماء الفارغة في السياسة والفكر والثقافة عموما، إنه يكرس الرداءة بل ويؤطرها أحيانا، يرفع هذا ويحط ذاك ويقصي من يشاء وبطريقة قبلية وشللية و حتى شخصية..إنه يعادي الكفاءة والنزاهة في الغالب الأعم..الصورة قاتمة فعلا ولا أملك أي أقلام للتلوين ولا الخطابة للتزيين. *** وإذا ماتحدثنا عن موقعك بين الاعلام والادب... أيهما تميل وتفضل؟ بدأت كاتبا وسأمضي قدما كذلك، لا أتنفس إلا الكتب والمراجع والحبر والأوراق، شغفي هو البحث عن المعنى وتبديد الظلام، لن اطلب صديقا من أجل ملتقى أو مهرجان أو حوار، لن أفعل ذلك أبدا..سأترك أعمالي تتحدث عني ويعبأ بها التاريخ، أما صناعة الأسماء بالطريقة الزبائنية فستضل الطريق إليّ.. أنا أكره الرداءة وأمقت الادعاء ولا أرتاح للفساد الثقافي والإعلامي..الرائحة زكمت الأنوف و الصمت صار تواطؤا. أما الإعلام فمهنتي وشغفي، وهي تتقارب مع الكتابة ولطالما أحببت الأدباء الكبار والمفكرين الذين اشتغلوا بالصحافة واشتغلوا بها. *** عين مؤخرا جمال فوغالي مديرا للكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة...ماذا تقول؟ أنا لا أفهم المعنى إلا بسياقه، لا أحب القطع والحصر، كان لافتا أن تعيينات وتغييرات كثيرة مست قطاع الثقافة وبادر بها الوزير عز الدين ميهوبي، وأي تغيير هو لا محالة محاولة لضخ دم من فصيلة جديدة أو نفس من روح مغايرة. هناك أيضا التغيير على مستوى المركز الوطني للكتاب، وغيرها من التغييرات بانتظار تغييرات أخرى على مستوى مديريات الثقافة بتعيين أسماء شابة وذات كفاءة ومحل ثقة من قبل وزير الثقافة، حتى يدفع بالقطاع إلى الأمام في ظل التحديات الجديدة على المستوى الاقتصادي وضرورات الاستثمار الثقافي وصناعات السمعي البصري والفنون، ويحتاج الأمر إلى هذا التجديد وإحالة أسماء كثيرة على التقاعد بعدما أدت واجبها سنين طويلة، وهو ما يعيه الوزير ميهوبي ويعرف حتى الفريق الذي يكون محل ثقته الدائمة ويسانده في مهامه. *** معنى ذلك أنك تثمن قرارات وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تسيير القطاع، خاصة وأن الكثير ممن هم محسوبون على قطاع الثقافة ينتقدون قراراته؟ نعم، أنا على يقين أن الوزير يعرف جيدا مصدر تلك الانتقادات وأيضا مكامن الخلل في أداء رجال القطاع سواء في المديريات على المستوى الولائي أو على مستوى مؤسسات الوزارة وهياكلها المركزية، الإرث كان كبيرا وتحرير الفضاء من الطفيليين يحتاج الى وقت ولا يخلو الأمر من مقاومة للتغيير، هذه طبيعة الأشياء. أنا لا أذكر في هذا الباب إلا ما أشهده عن الرجل، وليس من طبعي المزايدة أو التملق كما أكره الأحكام الجاهزة، ميهوبي ابن القطاع و خرج من رحمه بل لم يغادره أبدا وهو مبدع لا ينتقص منه أحد، وأشهد أنه الاسم الوحيد من المثقفين الذي شجعني واتصل بي هاتفيا قبل سنوات وكنت حينها رئيس تحرير صحيفة صوت الأحرار، وهنأني على كتاباتي الأسبوعية في الصفحة الأخيرة حول الشعراء العرب وهنأني على أناقة الكتابة وحدثني على إصدارها في كتاب مستقل، وهو ما فعلته حينما نشرت كتابي شعراء في الواجهة ولم أعثر على فرصة وأنا الآن أهديه إياه بالمناسبة ولا أرجو له إلاّ التوفيق في مهامه شاكرا له تلك الالتفاتة التي لا يزال أثرها نابضا في وجداني. *** كلمة أخيرة؟ إن الفعل الصحيح الواجب القيام به في هذا الوقت هو أن نعود لنتعلم جميعا ومن جديد مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان والحق في الاختلاف، إن العالم ليس مرتبا كما قال الروائي النيجيري الكبير شينوا أشيبي.. سيكون مهما أن ننتبه إلى فداحة هذه الرداءة والظلم في واقعنا الاجتماعي والثقافي بدل خطاب التمجيد والادعاء.


إقرأ بقية المقال على الحياة.

Photos droles d'animaux

Les 10 pays les plus chers au monde pour vivre

Quiconque envisage de voyager et de visiter de nouveaux pays, villes et civilisations, ou de s'installer dans un nouveau pays, et de commencer une vie différente de celle qu'il menait auparavant, devrait lire ce rapport avant de faire quoi que ce soit, car vous pourriez être choqué de connaître le coût de vie dans certains de ces pays très petits et moins connus du monde. Voici une liste des 10 pays les plus chers à vivre dans le monde, basée sur les frais d'hébergement et de subsistance d'une personne vivant dans la capitale de chaque pays, et selon la population.

Photos droles d'animaux

Tourisme: 10 villes moyennes pour s’évader en France

Voici une compilation de 10 villes moyennes pour s'évader en France.

Photos droles d'animaux

Les photos d'animaux les plus droles!

Voici une compilation de photos réelles d'animaux capturées dans des positions droles.

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

La vaccination contre le virus Corona (Covid-19) pourrait ouvrir les portes de voyages dans de nombreux pays cet été. Quels sont les pays les plus en vue qui ont annoncé l'ouverture de leurs portes aux touristes au cours de la période à venir?

Population du monde en 2100

Les 10 pays les plus peuplés du monde en 2100

Le Programme des Nations Unies pour le développement (PNUD) prédit dans son dernier rapport que la population mondiale en 2100 sera de 10,88 milliards. Les pays les plus peuplés du monde ne seront plus les mêmes qu’aujourd’hui.


إقرأ 10 petits changements de routine qui augmenteront considérablement votre productivité

مواقع أخرى