يسرد لنا المبدع الزجال محمد قسط في حوار مقتضب مع "الحياة"، بداياته في مجال التجرية الزجلية، مشيرا أنه دائما ما يبرمج نفسه على التجريب، واقتحام مجالات ابداعية جديدة، خاصة عندما يجد القدرة والرغبة لذلك. الشاب محمد قسط ، قال أن الزجل، مازال تجربة جديدة في الجزائر، رغم عديد الاسماء التي برزت فيه على غرار عبد الرزاق بوكبة، رمزي نايلي ورشيد بلمومن، مثنيا في سياق آخر على الزجل المغربي، الذي يبقى مميزا وله خصوصياته، حيث أقر أنه لو أتيحت له فرصة ديوان زجلي مشترك مع زجال مغربي لن يمتنع، خاصة إذا ماتحققت شروط الاضافة والاختلاف. *** كيف تعرف نفسك للقارئ؟ أصعب مايعترض أي كائن أن يقدّم ذاته للغير،ومن يستطع أن يفسّر ذلك، باستطاعته أن يفسّر مفهوم الكتابة.فمن هو الكاتب؟وما مفهوم الكتابة؟.شخصيا اعتبر النصّ أهم من صاحبه،فالقارئ يجد بين السطور بعضا من روح كاتبه،فمثلما يصبح النصّ بين يدي القارئ يفعل به ما يشاء،كذلك افتراضيا يصبح مآل الكاتب مال نصّه.بكل بساطة: أنا محمد قسط،كاتب. *** من الشباب الذين أحبوا جنس الزجل واقتحموه، وبرزت فيه... كيف كانت البدايات؟ ومن ساعد على بروزك في هذا الجنس الإبداعي؟. بعد صدور التجربة الزجلية لعبد الرزاق بوكبة 'يبلل ريق الما'،رأيت أمامي فضاءات جديدة،لاستكشاف جماليات اللغة المحكية،خاصة أنني أبرمج نفسي على التجريب،واقتحام أقاليم غير معروفة بالنسبة لي.فقط هنا أوضح أنا لم ابرز في الزجل،لأنه بصورته الحالية مازال تجربة جديدة في الجزائر(الزجل المكتوب كقصيدة نثرية)،ربما أكون غامرت ورميت بنصوصي،كما فعل بوكبة،أورمزي نايلي أو رشيد بلمومن دون إهمال الأسماء المهمة الأخرى،كذلك يبقى سؤال هوية النصّ الزجلي الجزائري يفرض نفسه،كيف يمكن كتابة زجل محلّي،يضيف للتراث الأدبي الشعبي،دون أن يكون امتداد للزجل المغربي العريق والعظيم.فكانت البداية أنني بحثت عن صوتي ولغتي في النصوص التي اكتبها حتى أتخلص من الامتصاصات التي أخذتها في لاوعي من التجربة الزجلية المغربية،أو تجربة الجزائريين الذي سبقوني. *** هناك العديد من الاطراف في الجزائر لا تعترف بالزجل، وتعتبره دخيلا، وسيضرب الشعر الشعبي في الصميم... كيف ترد؟. رد فعل طبيعي لأي فنّ طارئ على المشهد الثقافي،رد فعل بشري وكلاسيكي،وأنا هنا لا أرد على أي احد،بل أُوصّف حالة ما،مايمثله الزجل من خلخلة للقوالب القديمة المكرورة،يعتبر ازعاجًا وموقفا ما،لكن المخاوف قد تبدو مبررة أذا كان هذا الفنّ لا يضيف للمدونة التراثية العريقة،ولايضخ دماء جديدة في عروق المشهد الثقافي.فقط لنمنح الوقت للتجارب الجديدة التي أصبحت تلتفت للزجل وترى فيه مساحة حرية مختلفة. *** يعرف الزجل في المغرب تطورا ملحوظا... بالمقابل شاهدنا تجربة زجلية ثنائية بين عبد الرزاق بوكبة والمغربي عادل لطفي... هل سنراك في يوم ما في ديوان زجلي ثنائي؟ الزجل المغربي العريق،الثري بخصوصياته ولغته،يغري أي كاتب في الاقتراب منه،ومعايشة عوالمه الساحرة،كما أن الزجّال المغربي،كأحمد لمسيّح،عادل لطفي الى آخره من الجوقة الكبرى،يمتلكون ذلك الوعي العميق والكبير برهانات الكتابة الزجلية،فلا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أضيع تجربة ديوان مشترك،إلا إذا لم تتحقق شروط الإضافة والاختلاف،والهاجس المشترك. *** تشهد ولاية الوادي نشاطا ثقافيا كبيرا ... هل المسؤلون على مستوى مديرية الثقافة بالولاية يشجعون المبدعين الشباب حسب رأيك؟. هناك حركية ثقافية حيوية في الواد،لكن كغيرها من المشاهد الثقافية المحلية تعاني بعض الأمراض،كما لا يمكن أن ننفي بعض المبادرات القيمة التي تحرص على تشجيع المبدعين الشباب على قلتها. *** كلمة أخيرة؟ المجد للمحبة.