ظلت مسألة الهوية منذ الحركة الوطنية تشكل فخا للوعي الوطني الذي ظل مصرا أن يبقى يعقوبيا ومتخندقا في رؤيته الضيقة التي انعكست سلبا على جوهر النقاشات الحقيقية داخل صفوف الحركة الوطنية مما أدى الى انفجار ما تسمى بالأزمة البربرية وانتهت بطرد عدد من المناضلين ومعاقبتهم في عام 1948الذين نعتوا بالبربرويين، وحا آن حققت الجزائر استقلالها حتى عادت النزعة الإيديولوجية الشعبوية لتزين من جديد على الساحة الوطنية والسياسية، واعتبر في ذلك الوقت آن الجانب الامازيغي للهوية الوطنية عنصرا ثانويا، مما خلق وضعا احتقانيا ظل يساهم في تململ حقيقي إلى غاية انفجار الربيع الامازيغي بعد ان منعت سلطات ولاية تيزي وزو الكاتب الجزائري مولود معمري من تقديم محاضرة أمام طلبة جامعة تيزي وزو حول الاشعار الامازيغية القديمة وادى هذا الحظر للمحاضرة الى اندلاع احداث 20 افريل وبالتالي خرجت قضية الهوية إلى العلن لتتفرع عنها قضايا متعلقة باللغة العربية والاسلام السياسي، وذلك ما سرع بانفجار احداث أكتوبر 88 في ظل أزمة اقتصادية معقدة التي قادت هي بدورها إلى حقبة ما بعد الوطنية التي تميزت بتعددية فوضوية عارمة وهشاشة سياسية مكنت الشعبوية أن تهيمن على الساحة العامة بحيث تولد عنها عنف التسعينيات واحداث الربيع الامازيغي في عام 2001المعروفة بالربيع الاسود، وكان قرار السلطة بالاعتراف بالأمازيغية لغة وطنية ورسمية طريقا للحكمة وبداية الحل لمسألة الهوية الوطنية. لكن الفخ الذي سقطت فيه السلطات الذي نصب من طرف حزب العمال، عاد بنا القهقرى، وفتح مجالا كنا في غنى عنه حول وضعية الأمازيغية كلغة وثقافة، لكن أيضا الان كمشروع سياسي على خلفية الضغوطات التي اصبح الماك يمارسها من أجل تحقيق مكانة في المنطقة وهي ذات المكانة التي خسرتها الاحزاب المعروفة سابقا بمنطقة القبائل والاحزاب التقليدية الاخرى، ومن هنا فإن السقوط في فخ الهوية سوف لن يزيد الطين الا بلة، وان أي حل لذلك يعتبر تمويها ومسارا لا يمكن الوثوق في نواياه، لأن الهوية قد دفع بها الى مجال السياسية بدل أن تكون قضية مجتمع مدني، يشارك في حلها الفاعلين الاجتماعيين والثقافيين بدل الموظفين السياسيين واصحاب الحسابات التي لا علاقة لها بالمسائل الحقيقية للهوية.