تشتهر مدينة سعيدة بمنابع الطين لعلاج مرضي الصدفية والإكزيما، على نحو يجعل مدينة العقبان وجهة مفضلة لأصحاب العلل المستعصية.
في جولة استطلاعية قادت مندوبة "البلاد"، برزت ظاهرة المنابع الطينية التي تصنع الحدث في بلدية "عين السخونة" التي تبعد عن ولاية سعيدة بـ 85 كلم.
وداخل الحمام الوحيد في عين السخونة والمتوفر على فندق متواضع يتسع لنحو مئتي سرير، تشتهر منابع هذا الحمام بالطين الذي يعد علاجا نافعا للأمراض الجلدية كالصدفية والإكزيما.
لكن المثير، أنّ حمام عين السخونة لم يُحظ باهتمام مسؤولي الولاية، رغم فرادته وقدرته على إنعاش الحراك السياحي والاقتصادي في مدينة العقبان التي تشتهر أيضا بحوض عين السخونة الذي يستوعب أصنافا سمكية نادرة.
وفي مشاهد تضاهي ما تتسم به مدينتي قالمة والعلمة، تحتوي سعيدة على سلسلة حمامات ساحرة، مثل حمام سيدي عيسى المتواجد على مستوى الطريق الوطني الرابط بين ولايتي سعيدة ومعسكر، في مكان يغري الزوار، تبعا لتدفق المياه الساخنة المشبعة بالفسفور والكالسيوم وشتى الأملاح المعدنية ويتربع على مساحة خضراء محاطة بأشجار الصنوبر.
وفضلا عن حمامي عين السخونة وسيدي عيسى، يتموقع الحمام الشهير "حمام ربي" الذي سماه إحدى رعاة الغنم بالمنطقة، وتستقطب الحمامات الثلاثة سنويا، آلاف الوافدين الراغبين في الراحة والاستجمام، والباحثين عن العلاج الطبيعي لمختلف الأمراض المتعلقة بالعظام والمفاصل، وتبعا لجدوى حمامات سعيدة، صارت تحظى بسمعة طيبة على المستويين الوطني والدولي.
ومن خواص مياه حمامات سعيدة، ارتفاع حرارة المياه إلى أكثر من 120 درجة، والتي لا يُنصح بها لأصحاب الضغط الدموي ومرضى السكري وكبار السن.
ويرى مراقبون أنّ سعيدة تمتلك مقومات ولاية سياحية وقطب امتياز بوسعه تفعيل السياحة الحموية وجعلها رقما صعبا في منظومة الاقتصاد الوطني، خصوصا مع ما تزخر به ولاية سعيدة رفقة عدة ولايات أخرى من ثروة معدنية جدّ هامة.