شهدت الأعمال الرمضانية التي عرضت عبر القنوات التلفزيونية الفضائية عمومية كانت أو خاصة، سقوطا حرا قوبلت بسخط الجمهور الذي راح يقلب “ريموند” بحثا عن منفذ عربي عله يجد متنفسه عبر فضائية عربية بعدما نفرته الفضائيات الوطنية على تفاهة برامجها لموسم رمضان 2018.
إذا كانت برامج رمضان لسنة 2017 قد شهدت انحرافات أخلاقية بسبب الكاميرا الخفية التي لم يجد منتجوها حدودا ضابطة، فإن موسم 2018 سجل أسوأ الإنتاجات الدرامية والفكاهية على طول الخط في غياب إنتاجات المبدع جعفر قاسم والممثل القدير صالح اوقروت، الذي اتحف الجزائريين العام الماضي بسلسلة عاشور العاشر، من خلال حلقات محبكة بطريقة راقية اعتمد فيها على الفانتازيا التاريخية الكوميدية.
واهتدى منتجو عدة برامج إلى تقليد هذا النمط الذي اشتغل عليه جعفر قاسم وسجل نجاحا باهراً عبر سلسلة عاشور العاشر وقبله سلسلة سيت كوم بثت عبر حلقات في سنوات سابقة “ناس ملاح سيتي”، واهتدى عدد من المنتجين إلى تقليد هذا النمط، حيث ليس من باب الصدفة أن تكررت فكرة السفر عبر الزمن في ثلاث مسلسلات “كوميدية” جزائرية تُعرض في رمضان الحالي.
ففي “بوقرون” الذي تبثه قناة الشروق، يخترع “العبقري” مسعود (حميد عاشوري) آلة سفر عبر الزمن، ويذهب إلى الماضي، بينما كان يُخطّط للذهاب إلى المستقبل، على بعد ثلاثين ألف سنة. وفي “عنتر ولد شدّاد” الذي يبث عبر التلفزيون الحكومي، يُتابع عنتر (مروان قروابي) اختراع عبقري آخر يُدعى المدني آلة للسفر عبر الزمن أيضاً. يرغب البطل في السفر إلى سنة 2040 ليُحضر هواتف متطوّرة ويبيعها في الزمن الحاضر. لكن، يحدث الخطأ نفسه، فيذهب إلى الماضي بدل المستقبل. وفي “بيبان دزاير” عبر قناة دزاير تي في، تحضر شخصية تُسافر عبر الزمن بحثاً عن مفاتيح أبواب مدينة الجزائر الخمسة (يُجسّدها مراد صاولي). وهي التي ستأخذ بطل السلسلة، الهوّاري (زبير بلحر)، إلى الماضي أيضاً.
اللافت في هذا التقليد الممل أن المنتجين الذين ابانوا عن جشع لامتناهي خلال هذا الموسم على وجه التحديد حاولوا إيجاد مصوّغٍ لتكرير أجواء الفانتازيا التاريخية الكوميدية التي وظّفها جعفر قاسم في سلسلة “عاشور العاشر” (2015 – 2017)، غير أن فكرة السفر عبر الزمن نفسها وظّفها قاسم في حلقةٍ شهيرة من الموسم الثالث من “ناس ملاح سيتي” الذي بث سنة 2006.