حققت مفاوضات السلام حول الازمة اليمنية التي دخلت يومها السادس هذا الثلاثاء، في العاصمة السويدية ستوكهولم، تقدما في ملفي الاسرى و المعتقلين، فيما يبقى مصير مدينة الحديدة معلقا الى اشعار آخر، في ظل استمرار القتال بين طرفي النزاع، الحكومة و مسلحي جماعة "انصار الله" الحوثي على الارض لفرض السيطرة على المدينة الاستراتيجية. و أعلن الوفد الحكومي المشارك في مشاورات السويد برعاية الامم المتحدة، الاثنين ، توصل الوفد الى اتفاق على آلية زمنية وتحديد مكانين لتبادل الأسرى والمعتقلين مع مسلحي جماعة الحوثي. وقال رئيس فريق الأسرى والمعتقلين من الجانب الحكومي هادي هيج ، في تصريح للصحافة على هامش المشاورات إنه " تم الاتفاق على آلية زمنية مدتها 48 يوما للأفراج عن الأسرى والمعتقلين من الجانبين ، على أن تتواصل عمليات التبادل حتى نهاية جانفي المقبل " مضيفا أنه "تم أيضا تحديد مطاري صنعاء و(سيئون) بمحافظة حضر موت شرقي اليمن لعملية تبادل الأسرى والمعتقلين الذي ستسلم لوائحهم اليوم الى الأمم المتحدة". وأكد أنه تم تشكيل اللجان اللوجستية والاشرافية لعملية تبادل الاسرى ، والاتفاق على تأمين عملها. الحديدة أصعب ملف في المفاوضات و الحكومة تتمسك بالسيادة على المدينة اعترف مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفت بأن "الحديدة لا تزال أصعب قضية" في مناقشات السلام الجارية بستوكهولم بين الطرفين المتحاربين في اليمن، سيما بعد صدور أنباء عن توجه وفد الحكومة نحو رفض المبادرة التي طرحها غريفت على الطرفين لحل الصراع الشرس على هذه المدينة الاستراتيجية. و تتضمن المبادرة وقفا شاملا للعمليات العسكرية المتواصلة منذ أشهر في الحديدة، و انسحاب متزامن لكافة القوات الموالية للحكومة وكذلك المسلحين الحوثيين الى خارج المدينة و من موانئها تحت رقابة دولية، وأن تلتزم الأطراف بعدم استقدام تعزيزات عسكرية إلى المحافظة الساحلية. كما تنص على تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة ومتفق عليها من الطرفين بمشاركة الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية. وأسندت المبادرة مسؤولية أمن منطقة ميناء الحديدة لجهاز خفر السواحل وحرس المنشآت المحلية مثلما كانت عليه قبل سبتمبر 2014 (تاريخ استيلاء الحوثيين على الميناء)، فيما ستنشر الأمم المتحدة مراقبين على الموانئ. و تصر الحكومة اليمنية على استعادة محافظة الحديدة من قبضة الحوثيين، كما تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2216 والذي يدعو إلى انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة. تجدد الاشتباكات في الحديدة و نقلت مصار اعلامية عن شهود العيان قولها ان الاشتباكات تجددت ليلة الاثنين الى الثلاثاء بين الأطراف اليمنية المتحاربة قرب منشآت حكومية حيوية في مدينة الحديدة. ووفقا للسكان ، فإن القوات الحكومية اليمنية انخرطت في مواجهات بالأسلحة الثقيلة مع المسلحين الحوثيين في المناطق المحيطة بجامعة الحديدة والجزء الجنوبي من المدينة نتج عنها انفجارات قوية في المدينة التي شهدت هدنة مؤقتة. وقال مأمون المهجمي، متحدث عسكري باسم الحكومة اليمنية " إن المتمردين الحوثيين هاجموا وحاولوا الاستيلاء على بعض المناطق حول جامعة الحديدة و تعاملت قواتنا مع الهجوم الحوثي المسلح ونجحت في إحباطه بعد ساعات قليلة من القتال". و بالرغم من عقد الأطراف اليمنية المتحاربة عدة جولات من محادثات السلام منذ أن استولى المسلحون الحوثيون على العاصمة صنعاء و مدن يمنية أخرى أواخر عام 2014 الا أن جميع المحادثات أخفقت في التوصل إلى حل سياسي، مما أدى إلى مزيد من العنف علي الأرض. المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج العالمآسيا