البلاد -لطيفة.ب - من المقرر أن تفتح محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، منتصف شهر جانفي القادم، ملف ثلاثة طلبة علوم شرعية وطب، أحدهم عسكري سابق بالقوات الخاصة للجيش الشعبي الوطني، حيث جرت متابعتهم قضائيا عقب تنقلهم إلى اليمن عام 2009 للجهاد هناك، تحت لواء الجماعة الإرهابية المجابهة للحوثيين، حيث تم توقيفهم بموجب أوامر بالقبض، صدرت ضدهم قبل نحو9 سنوات، بدعوى الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن.
وجرت متابعة المتهمين وإحالتهم على محكمة الجنايات، إثر معلومات بلغت مصالح الأمن الجزائري، تفيد بالتحاق مواطنين بجبهة القتال في اليمن. وعلى إثر التحريات التي باشرتها مصالح الأمن، تم توقيف كل من (ل.خ) طالب سابق بكلية الطب، (ع.ف) خريج جامعة العلوم الشرعية، وعسكري بالقوات الخاصة بالجيش الشعبي الوطني رفقة (ن.ز)، غضون عام 2014 على مستوى المطار الدولي "هواري بومدين"، بموجب أمر بالقبض الصادر ضدهم عام 2010، بمعية متهمين آخرين.
ويتعلق الأمر بكل من (أ.ح) و(ع.س) ممن قصدوا دولة اليمن لدراسة أصول الفقه والحديث بالمعهد الإسلامي "دار الحديث" بدماج، وجعل الأمر ذريعة لهم لأجل الانخراط في صفوف الجماعة الإرهابية المجابهة للحوثيين، حيث ورد أن هؤلاء ونظراءهم ممن اقتنعوا بذلك الفكر الجهادي كانوا يتقاضون عمولات مالية قدرت قيمتها بـ8 آلاف ريال يمني، أي ما يعادل 4 آلاف دج كمنح مقابل إرضائهم للزواج بيمنيات حتى يتمكنوا من الإقامة والاستقرار باليمن. ومن خلال استجواب المتهم (ل.خ)، أكد أنه كان طالبا بكلية الطب ليقرر دراسة علوم الشريعة والفقه، ما حمله على مغادرة الوطن نحواليمن غضون عام 2009، ليلتحق بمعهد "دار الحديث" بدماج، بعدما سجل فيه عن طريق الأنترنيت. وبعد التحاقه بمقاعد المعهد، أكد أنه تلقى محاضرات تحرض على حمل السلاح وقتال الحوثيين.
غير أنه وخلال محاكمته تراجع عن سابق تصريحاته، ليؤكد أن ذلك المعهد كان لتلقين أصول الفقه والحديث فقط على الطريقة السنية. من جهته، أفاد (ع.ف)، وهوعسكري بالقوات الخاصة بالجيش الوطني، أنه متزوج من جزائرية وبينهما 5 أطفال. وعن خلفية سفره إلى اليمن، أكد أنه وبعد آدائه مناسك العمرة، رغب في حفظ القرآن ودراسة علوم الشريعة، ليخوض في بحث عن معهد إسلامي، ليستقر بحثه على المعهد اليمني، حيث سافر إلى هناك بمعية أسرته الصغيرة، وهناك استقر وتزوج ثانية من فتاة يمنية، مؤكدا أن معهد "دار الحديث" كان سنيا بحثا ومناهضا للتطرف والأفكار التكفيرية، وكل مخالف لمبادئه يطرد منه، موضحا أن التداعيات الأمنية التي تشهدها المنطقة استدعت وضع حراسة مشددة على المعهد بالسلاح لضمان سلامة طلاب المعهد من جماعة الحوثيين.
ونظرا لتردي الوضع الأمني اضطر للعودة إلى أرض الوطن على متن طائرة الإجراء التي خصتها السلطات الجزائرية لجاليتها المقيمة باليمن، حيث تفاجأ بتوقيفه على مستوى المطار. في حين تمسك المتهم الثالث، (ن. ز) بسابق تصريحاته، مؤكدا أنه توجه إلى معهد "دار الحديث" بعدما التقى شخصا يدعى "بدر أمين" على مستوى المطار الدولي "هواري بومدين" واستلم منه مبلغ 200 دولار أمريكي كضمان لتكاليف إقامته هناك، نافيا أن يكون ذلك المبلغ عمولة نظير التحاق بجماعة إرهابية، في انتظار ما ستسفرهُ أطوار محاكمتهم.