ظهورهم اقتصر على وسائل الاعلام …
لم يبق عن موعد استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة للاستحقاق الرئاسي 2019 الا أيام معدودات، ومع ذلك تخلو الساحة السياسية من مرشحين أعلنوا دخولهم لهذه المنافسة، وشرعوا في عرض برامجهم الانتخابية عساهم يحضون بمساندة شعبية.
واقتصر أمر إعلان الترشح على مرشحين أو ثلاث، قد يفشلوا في الحصول على التوقيعات التي تتيح لهم مواصلة المنافسة الانتخابية، مع احتفاظ الوجوه المعروفة بالتزام الصمت والاكتفاء ببعض البيانات التنديدية أو مبادرات تتكرر في كل مناسبة رئاسية.
ويجهل السبب الحقيقي الذي يمنع الراغبين والطامحين لاعتلاء كرسي المرادية لإبداء رغباتهم في الترشح والخوض في تفاصيل برامجهم الانتخابية، مع ما يقتضيه ذلك من جهد ووقت، على اعتبار أن المحتوى الذي تحمله هذه البرامج يكون كبيرا.
حمروش والاكتفاء بالمساهمات الإعلاميةيحتفظ مولود حمروش بنفس الطريقة في ممارسته للعمل السياسي، إذ يختبئ طيلة 5 سنوات ليظهر قبيل كل استحقاق رئاسي، مرة عن طريق المساهمات في صفحات الجرائد، ومرة عن طريق ترتيب ندوات صحفية، يطرح خلالها أفكار عامة، ونظريات حول الدولة والإصلاح، دون التوجه بذلك الى الشعب عن طريق برامج انتخابية واضحة.
هذا النهج ألفه رئيس الحكومة سابقا، فكلما اشتم رائحة الإنسداد إلا وظهر خلالها، غير أن بقاء أفكاره وأطروحاته حبيسة وسائل الإعلام، يدفعه للاختباء مرة أخرى، فما الذي يمنع مولود حمروش من الترشح للانتخابات الرئاسية، وتقديم برنامج انتخابي مفصل، ويعمل على شرحه للشعب لعله ينال تأييده وبالتالي يعمل على تطبيق تلك الأفكار.
بن فليس والاختباء وراء دور الضحيةلا يرى علي بن فليس نفسه إلا منزها عن الخطأ، وكلما خاض في شؤون السياسة في الجزائر إلا وانبرى وكأنه أحد الابطال الستة الذين فجروا الثورة، لكنه في كل مرة يلقى الرد المناسب لدى الشعب الجزائري، هذا الأخير لم يطمئن لكل أطروحات علي بن فليس، والتي يلقى الحرية الكاملة في تقديمها في جميع المنافسات الانتخابية الرئاسية التي خاضها.
ومازال علي بن فليس يتململ في إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، متخوفا من تكرار سيناريو الرفض من طرف الشعب الجزائري، أو أنه يضع حسابات خارجة عن إطار المنافسة السياسية الواضحة، قد تدفع الى به الى الواجهة، لكن الظاهر أن كل حسابات بن فليس كانت دائما مجانبة للصواب، ومستحيلة التحقيق.
أبدى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية، وقال أنه يرى نفسه أهلا للجلوس على كرسي المرادية، غير أن هذا الاستعداد سرعان ما فقده مقري، مفضلا تسخير جهده للتسويق لمبادراته السياسية، التي دعا فيه الى تحقيق توافق وطني، لكن التوافق بين من وحول ماذا؟ .
ما الذي يمنع مقري من الترشح وهو الذي في كل مرة يتباهى بقوة حركته وهيكلتها وانتشارها على المستوى الوطني، أم أن هذه القوة يملكها مقري أمام شاشات الكاميرا فقط، خاصة وأن كل مبادراته كان مصيرها الفشل، زيادة على المعارضة التي يجدها في حركته من طرف قياديين بارزين، من بينهم أبو جرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي.
حتى مرشحو تزيين المشهد غائبونهناك مرشحون اعتادوا الدخول إلى الانتخابات ليس طمعا منهم في الحصول على منصب الرئاسة ولكن حجمهم السياسي يفرض عليهم أن يكونوا مجرد توابع للعملية الانتخابية للرئاسيات، على شاكلة فوزري رباعين، لوزيرة حنون، محمد السعيد، موسى تواتي … وغيرهم من الشخصيات التي اعتاد الجزائريون ظهروها في كل استحقاق رئاسي.
لكن في هذه الانتخابات فضلت هذه الأسماء الانتظار، وعدم المغامرة ربما لغياب البوصلة لديها وذهاب الدوائر التي كانت تدفعها للترشح، أو لأنها أدركت أنها غير مرغوب فيها لدى الشعب الجزائري، وأن التقليد الذي الفت ممارسته أصبح غير قابل للتحقيق، في ظل انتشار الوسائط الاجتماعية وتحولها الى محل سخرية وتهكم الجزائريين.