يصطدم حلم التفاف المعارضة حول مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية بالطموحات الشخصية لمختلف الأسماء المحسوبة على المعارضة، فكل مرشح يرى نفسه الأحق بقيادة قطار المعارضة، حيث يجري رئيس حزب العدالة والتمنية عبد الله جاب الله مساعي حثيثة من أجل توحيد الصفوف حول مرشح واحد، غير أن المؤشرات الأولية تشير إلى فشله في تحقيق هذا الحلم .
جانب آخر قد ينسف مبادرة التوافق حول مرشح واحد، هو اختلاف الولاءات الإيديولوجية لمختلف المترشحين، فمقري له توجه إسلامي وطني، يختلف كثير عن المعسكر الذي ينتمي إليه المرشح الحر علي غديري، هذا الأخير مدعوم من قوى مالية يتقدمها رجل الأعمال اسعد ربراب، بما يمتلكه من اذرع إعلامية وثقافية تجندت كلها خلف العسكري المترشح غديري .
ويوجد كذلك طرف مهم في المعادلة وهو علي بن فليس، لما له من رصيد اكتسبه خلال مشاركاته السابقة في الانتخابات الرئاسية وهو يرى نفسه الأحق بقيادة جوق المعارضة في هذه الرئاسيات، لكن طموحاته هذه المرة تراجعت إلى الوراء بعد أن وجدت العديد من الحزيبات المحسوبة على المعارضة في غديري بديلا لبن فليس الذي يبدو انه خسر حتى إطارات حزبه .
وبدوره قدم أحمد بن بيتور نظرته حول الأوضاع السياسية، مقترحا مبادرة تجتمع حولها المعارضة، متجاهلا بذلك كل الأطروحات التي قدمها مرشحو الانتخابات الرئاسية، بل ذهب أبعد من ذلك عندما قال أن أي مرشح حاليا سينافس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في استحقاقات أفريل القادم هو أرنب، في إشارة منه إلى عدم اقتناعه بخيار مرشح توافقي للمعارضة .
إلى جانب ذلك بقيت أحزاب أخرى مترددة بشان المشاركة على غرار حزب العمال، حيث تركت أمينته العامة لوزيرة حنون الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات، وبدورة أعلن أمين عام حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز عن برمجة اجتماع للمكتب الوطني لحزبه، لإعادة النظر في إمكانية الانسحاب من السباق الرئاسي، معللا ذلك بضبابية المشد .