إنتقد تهميش الباحثين في البلاد، الرئيس المدير التنفيذي لمؤسسة “أبما” لـ “السلام” :
إنتقد الدكتور محمد بن برايكة، باحث في الميكانيكا والطاقات المتجددة، وأستاذ المدرسة المتعددة التقنيات بالحرّاش، التهميش الذي يعاني منه الباحثون في الجزائر، والإهمال الذي يتخبط فيه البحث العلمي عامة في بلادنا، وأبرز في هذا الصدد على سبيل المثال لا الحصر أنه من غير المعقول أن تعادل أجرة لاعب كرة قدم في البلاد 20 مرّة مرتب باحث في الطاقات المتجددة.
أوضح بن برايكة في تصريح خص به “السلام”، أن ما يحز في نفسه، هو الإزدراء بالبحث العلمي في الجزائر وبالباحثين في وقت تمر البلاد فيه بأزمة إقتصادية خانقة، مبرزا أن مدرسة مثل “المدرسة المتعددة التخصصات والتقنيات” “بوليتاك” تزخر بباحثين ومكتشفين في شتى الإختصاصات العلمية وقد قدم أكثرهم بحوثا رائدة ووضعوا آليات لإنتاج الطاقة مثلا أو إستخراجها بأقل تكلفة، لا يلقون أدنى دعم من الدولة بل لم تلق بحوثهم لا ترحيبا ولا دعما ماليا بالرغم من نجاعتها العلمية وفائدتها الإقتصادية.
في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أن الدولة لم تتفطن بعد إلى أن تقدمها التكنولوجي وخروجها من فخ المداخيل النفطية المرهونة بأمور خارج السيطرة يمر حتما عن طريق التحكم في البحث العلمي ووضع الباحثين في وضعية ملائمة للإبداع والإختراع، وضرب الباحث بن برايكة مثلا براتب الباحث العلمي والمخترع في كبرى الجامعات الجزائرية والذي لا يتعدى العشرة ملايين في حين أجور لاعبي كرة القدم تبدأ من مائتي مليون سنتيم فما فوق، معتبرا واقع الحال هذا إجحاف في حق العلم والإقتصاد الوطني والباحثين في آن واحد.
بحسب بن برايكة فإن تسيير المشاريع أصبح فنا بل علما قائما بذاته الفائدة منه الإحاطة بتكاليف المشروع بدقة متناهية والإحاطة بنتائجه مسبقا أهو مشروع ناجح أم لا وما الفائدة منه وما مدى استعماله من طرف الناس وهل يمكن استعماله طويلا وإلى أي مدى. هذه الاسئلة يجيب عليها علم تسيير المشاريع وللجزائر في هذا المجال تأخر رهيب ينبغي الإسراع إلى استدراكه.
أمر آخر كلمنا عنه الرئيس المدير التنفيذي لمؤسسة “أبما”، ألا وهو رقمنة المؤسسات الجزائرية، فإنه يرى أنه من المضر بالاقتصاد الوطني أن يجهل الانترنت معظم الشركات الجزائرية إذ هي غائبة عن مجال محركات البحث الالكتروني، وهذا أمر أخف ما يقال عنه أنه يؤخر الجزائر اقتصاديا بغيابها عن مجالات اهتمام المستثمرين والاقتصاديين ورجال الأعمال.
الدكتور محمد بن برايكة، هو باحث في الميكانيكا والطاقات المتجددة ومؤطر للعديد من الطلبة الذين تميزوا في السنوات الأخيرة بأبحاث ذات قيمة اقتصادية كبيرة، هو أيضا أستاذ في المدرسة المتعددة التقنيات بالحراش، ومحاضر ووجه إعلامي بارز ومعروف بانتقاده الشديد لعراقيل التسيير الناجح وكل ما من شأنه أن يقيد من حرية الباحث من الناحية العلمية أو الاقتصادية أو المالية، كما أنه الرئيس المدير التنفيذي، لفرع الجمعية الجزائرية لتسيير المشاريع في بلادنا، وهي تنظيم دولي كبير.
فيصل.أ