بلديات مغلقة إلى إشعار آخر وأميار اختفوا عن الأنظار
تتواصل ظاهرة غلق مقرات البلديات بولاية تيارت من قبل المواطنين الذين عبروا عن رفضهم للركود التنموي الذي تعرفه بلدياتهم وفشل المنتخبين في الاستجابة لمطالبهم وتسويتها، حيث طالبوا والي الولاية بإيفاد لجنة للتحقيق في طريقة تسير بعض البلديات والتجاوزات الحاصلة في توزيع السكنات وغيرها.
نادية. ب
تعيش بلديات ولاية تيارت منذ قرابة الأسبوع حالة غليان كبيرة، بسبب تهميش المجالس البلدية المنتخبة لمطالب وانشغالات المواطنين الذين لجأوا إلى طريقة جديدة للتعبير عن مطالبهم تتمثل غي غلق مقرات البلديات التي عدد منها ما يزال مغلقا منذ أيام في وجه المواطنين والموظفين والتي لن تفتح حسب تصريحات مواطنيها إلى غاية الاستجابة لمطالبهم.
هذا وقد انتفض أول أمس عشرات المواطنين ببلدية توسنينة ضد رئيس البلدية الذي طالبوه بالرحيل حيث اشتكوا من عديد التجاوزات التي قام بها خلال عهدته الحالية، وذكر المحتجون جملة من المشاكل تتخبط فيها البلدية منها غياب التهيئة المحلية بأغلب الأحياء التي يعاني قاطنوها من اهتراء الطرقات التي أعاقت تنقلاتهم اليومية، وأدت في كثير من المرات إلى عزل العائلات عن الأحياء المجاورة خاصة في الأيام التي تتهاطل فيها الأمطار بغزارة، بالإضافة إلى انعدام المرافق الضرورية من مؤسسات صحية وقنوات الصرف الصحي والربط بمختلف الشبكات.
ويعد مشكل حرمان التلاميذ من النقل المدرسي القطرة التي أفاضت الكأس حيث اتهم الأولياء المير الحالي بتعمده إلغاء العقد المبرم مع بعض الناقلين الخواص مما حرم عشرات التلاميذ القاطنين بالأحياء المعزولة من النقل وتسبب في متاعب كبيرة لهم، خاصة في فصل الشتاء، حيث يحل الظلام في الفترة المسائية مبكرا مما جعل التلاميذ يدخلون منازلهم في الظلام معرضين حياتهم للخطر وسط مسالك مظلمة ومعزولة.
وببلدية عين كرمس احتج في الأيام الأخيرة عشرات المواطنين أمام مقر البلدية التي أغلقوا مدخلها الرئيسي بـ”الكادنة” مؤكدين أنه لن يتم فتحها إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في التهيئة المحلية والمشاريع التنموية متهمين رئيس البلدية الحالي الذي –حسبهم – عمر طويلا بسوء التسيير، حيث أكدوا أن طيلة عهداته السابقة والحالية لم يتمكن من تحسين الوضع بالبلدية وتحقيق التنمية بها، متسائلين عن مصير الأغلفة المالية التي استفادت منها بلدية عين كرمس في إطار برنامج الولاية لإنجاز المشاريع والنهوض بواقع التنمية بالبلديات الفقيرة.
وطالب السكان المير الحالي بالرحيل وترك رئاسة البلدية لمن يتحمل المسؤولية.
نفس المطلب رفعه سكان بلدية الناظورة الواقعة في أقصى شرق الولاية تيارت، حيث تساءلوا عن مصير فائض الأرض الفلاحية التي وزعت على المعارف والأحباب، وحرم منها فلاحون لديهم رغبة في الاستثمار في القطاع، حيث طالبوا بلجنة تحقيق في كيفية توزيع الأراضي الفلاحية.
ونفس الظاهرة شهدتها بلديات أخرى بولاية تيارت حيث لا تزال أبواب البلديات مغلقة إلى إشعار آخر.
من جهتهم الأميار فقد اختلفت طريقة تعاملهم مع الغليان الشعبي من رئيس بلدية لآخر، حيث البعض اختفى عن الأنظار منذ بداية الغليان وغلق البلدية، وآخرون فتحوا باب الحوار مع مواطنيهم فيما لجأ أميار آخرون لطرق ملتوية لتفريق المواطنين.