فاروق حركات- البلاد.نت- اتخذت الحكومة، يوم أمس، جملة من الإجراءات الاستعجالية، لفائدة مركب سيدار-الحجار، وهذا بعد أن تم يوم 06 سبتمبر الجاري، توقيف الفرن العالي رقم 2 عن العمل بسبب تذبذب التموين بالمادة الاولية الضرورية لصناعة الحديد والصلب (الحديد الخام) من منجمي الونزة وبوخضرة بولاية تبسة.
جاء ذلك خلال اجتماع للمجلس الوزاري، برئاسة الوزير الأول نور الدين بدوي، بمشاركة وزراء الداخلية والطاقة والصناعة والمناجم والأشغال العمومية والنقل والأمين العام وزارة المالية وممثل عن وزارة الدفاع الوطني و كذا مسؤولوا مؤسسات قطاعي الصناعة والمناجم والنقل المعنيين بهذا الملف.
وفي السياق،أكد الوزير الأول على أن الهدف من هذا الاجتماع هو تأهيل نشاط مركب الحجار الذي يعد فخر الصناعة الوطنية ومكسبا يجب حمايته، مبرزا الدور الكبير والمسؤول لكافة عماله ومسيريه في الحفاظ عليه.
ومن أجل إعادة بعث نشاطه وفقا للمعايير الواجب اتباعها وتطوير قدراته الانتاجية، وبغية حماية المنتوج الوطني وترقيته، تقرر إلزام كل مؤسسات إنجاز مشاريع عمومية بتموين ورشاتها، بصفة حصرية، من مادة الحديد المنتجة محليا وبالأساس من مركب الحجار، وبالتالي يجب إدراج هذا الشرط من اليوم فصاعدا في دفاتر الشروط المتعلقة بكل مشروع ممون من طرف الخزينة العمومية.وفقا لما أفاد به بيان لمصالح الوزارة الأولى.
وتجسيدا لهذا القرار، تم تكليف مركب الحجار بضمان تواجد نقاط بيع لمنتوجاته على مستوى كافة التراب الوطني.
كما تقرر- بهدف المتابعة اليومية لمدى تنفيذ الإجراءات الاستعجالية المقررة لفائدة مركب الحجار ومنجمي الونزة وبوخضرة- انشاء لجنة وزارية مشتركة تشرف عليها وزيرة الصناعة والمناجم، تتشكل من قطاعات الدفاع الوطني والداخلية والمالية والطاقة والتجارة والأشغال العمومية والنقل والموارد المائية والعمل والتجارة والتكوين المهني.
هذه اللجنة التي لها امتدادها على مستوى ولايات عنابة وتبسة وسوق أهراس وقالمة والطارف، يجب أن تعتمد على البراغماتية والميدان في عملها، على أن تقدم تقاريرها الدورية مرة كل شهر والتي تكون محل دراسة خلال اجتماع مجلس وزاري مشترك.
وأمر الوزير الأول بوضع خلايا يقظة على مستوى الولايات المعنية تحت إشراف وزير الداخلية، تتولى عمليات الرصد اليومي واستباق الحلول لضمان التموين العادي لمركب الحجار والاستغلال الأمثل لثرواتنا المنجمية لفائدة تنمية المنطقة.وهنا تدعى كل الولايات لأن تتكيف في تنظيمها مع الخصوصيات الاقتصادية التي تزخر بها، ووضع ذلك في خدمة ساكنتها بالدرجة الأولى".
كما تقرر "تجنيد كل المؤسسات المتدخلة من مؤسسة مناجم الحديد شرق MFE، ومركب الحجار وشركة النقل بالسكك الحديدية SNTF، ومجمع لوجيترانسLOGITRANS لضمان التموين المنتظم للمركب بالمادة الأولية لتفادي أي تذبذب في عملية الإنتاج، وتدعيم القدرات اللوجيستية من خلال تجنيد قطار شحن إضافي وتعزيزها بشاحنات النقل البري"، إضافة إلى "التسريع في دراسة طلب مركب الحجار لدى البنك الخارجي الجزائري من أجل السماح له بمواجهة أعبائه المالية خاصة الوفاء بديونه المستحقة لدى الغير".
وفي ذات الصدد، تم تكليف وزير النقل بتسريع عملية عصرنة وازدواجية خط السكة الحديدة المنجمي-شرق، بغية تثمين الاستثمارات العمومية التي تم الانطلاق فيها وضمان ديمومتها وصيانتها.
هذا وشدد بدوي على ضرورة "إيلاء الأهمية للعنصر البشري من خلال ضمان التكوين المستمر لفائدة كل المستويات من الموارد البشرية بغرض تأهيلها للقيام بدورها على أكمل وجه لفائدة التنمية الوطنية، وعليه تقرّر إعادة الإعتبار للمعهد الوطني للمناجم ببرج البحري ووضعه لفائدة القطاع واستغلاله مع القدرات الجامعية والمدارس المتخصصة لفائدة التنمية الوطنية".
كما اُعلن عن عقد دورة لمجلس مساهمات الدولة قصد دراسة المسائل المتعلقة بتطوير كل من نشاطي المناجم وإنتاج الحديد ببلادنا.