بفضل رؤيتها الاستشرافية للمستقبل
أثبتت جامعة محمد بوضياف بالمسيلة في ظل جائحة كورونا كوفيد 19 المستجد امتلاكها لمنظومة فريدة للتعليم عن بعد، قادرة على تحقيق الاستدامة للعملية التعليمية، وذلك بفضل رؤيتها الاستشرافية للمستقبل، واستخدام مؤسسات التعليم العالي للبنية التكنولوجية والرقمية المميزة، التي عملت على إثراء مهارات طلابها وتعزيز قدراتهم عبر “فضاء جامعي رقمي” لخلق تجربة تعليمية مميزة كانت قد بادرت إليها على مستوى الوطن حتى قبل الجائحة الصحية.
أ . لخضر . بن يوسف
مبادرات الجامعة – تحمل اسم المجاهد الكبير سي الطيب الوطني المعروف باسم محمد بوضياف-، الرقمية التي أسّستها كليات ومعاهد وأقسام الجامعة بتقنيات حديثة عالية وأكثر استخداما كمؤسسة تعليم عالي رائدة، تتطلع للاستشراف ومواكبة التطور التكنولوجي في العالم ومنح طلابها تجربة تعلم متكاملة تتجاوز المحاضرات الحضورية الإلزامية إلى الحياة الطلابية عن بعد بما فيها من أنشطة لا صفية وإرشاد أكاديمي ومهني.
يتيح الحرم الجامعي الرقمي الذي عمدت إلى تبنيه الجامعة عبر كلياتها ومعاهدها وأقسامها حياة طلابية متكاملة عن بعد تشمل الإرشاد والتوجيه والدعم للطلبة عن بعد ومنصات للقراءة ومراكز الدعم الأكاديمي عن بعد بالإضافة إلى برامج لتعلم مهارات جديدة، ونجحت الكليات في إنجاز الدروس والمحاضرات ووضع غالبيتها على منصات مودل وفق المعايير المعمول بها وطنيا استكمالا للساعات التدريسية عن بعد والتي استحسنها الطلبة كثيرا ذلك أنّهم تعوّدوا عليها حتى قبل جائحة كورونا ممّا سهل عليهم الأمر ولم يستصعبوه.
الجامعة لم تكتف بهذا القدر من الكفاءة والمهنية، بل سارعت قبل أيّام إلى بّثّ أيام مفتوحة على الجامعة عبر التحاضر المرئي عن بعد بالشرح التفصيلي صوتا وصورة وبيانات ومخططات في مبادرة تجاوزت بها كل الجامعات وكانت الأولى على المستوى الوطني، خاصة بتلاميذ النهائي المقبلين على شهادة البكالوريا وكذلك لأوليائهم لثلاثة أيام تباعا، سخّرت لها كافة الامكانيات والوسائل التقنية والبشرية وجنّدت لها كل طاقمها الأكاديمي والمهني، وتهدف المنصة عن طريق التحاضر المرئي عن بعد قصد رفع جاهزية تلاميذ الأقسام النهائية ممّن سيتمكنون من نيل شهادة البكالوريا وكذلك للأولياء قصد تقريبهم من الفضاء الجامعي بغية التعرف على مختلف التخصصات والشعب ومعدلات القبول وآليات التسجيل وشروطه التي تتيحها الجامعة عن بعد قصد توجيه أبنائهم توجّها صحيحا يمكنهم من اختيار تخصصات تتناسب وتتماشى مع طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية ويساعدهم في مسارهم الدراسي بالجامعة، من خلال ورش تحاضر مرئية عن بعد بكفاءة عالية ومهنية تعكس تميز الجامعة وطاقمها الأكاديمي والإداري المهني. بعد موافقة وزارة التعليم العالي والسماح للجامعات عبر كافة التراب الوطني لمناقشة أطروحات الدكتوراه وملفات التأهيل الجامعي، تعمل كليات الجامعة على تعزيز قدرات ومهارات هيئتها التدريسية ضمن الحرم الجامعي، حيث برهنت الجامعة على احترافيتها ومهنتيها أين منحت شهادات التأهيل للمترشحين في نفس يوم مناقشة ملفاتهم بقسم الاعلام والاتصال بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية إضافة إلى التسهيلات المقدمة من طرف الكلية وكذا تقليص الوثائق بالنسبة للمترشحين وخاصة القادمين من أماكن بعيدة، وكأول مؤسسة تعليمية في الدولة تمنح هذه الشهادة لأساتذتها في يوم مناقشتهم لأعمالهم.
يشار إلى أن الطاقم الأكاديمي والإداري للجامعة بقيادة الأستاذ الدكتور بداري كمال أعلن مؤخرا الاستعداد لوضع الهيكلة الجديدة لمنظومتها التعليمية، تحسبا للمرحلة المقبلة من خلال الاستفادة من مكتسبات مرحلة التحول الحالية نحو التعليم عن بعد ودراسة نتائجها على المستويات كافة والعمل على وضع نظام تعليمي يجمع ما بين التعليم داخل الحرم الجامعي والتعلم عن بعد بما يسمح بتوفير تعليم شيق وممتع للطلبة وفي الوقت ذاته أقل تكلفة بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، كما يسعى إلى تعزيز مهارات الأساتذة التكنولوجية وخاصة فيما يتعلق بكيفية دمجها في التعليم وتطوير تجربة تعليم رقمية تتلاءم مع بيئة التعليم التطبيقي المتطورة.