وخلف هذا الإجراء الذي اتخذته الحكومة نهاية الأسبوع المنصرم "إرتياحا واسعا" في أوساط المتعاملين في مجال النقل البري للمسافرين ( حافلات وسيارات الأجرة ) وأيضا لدى المواطنين الذين تعذر عليهم التنقل نحو الولايات الأخرى لقضاء حاجاتهم سواء منها العلاج أو غيرها ، بسبب توقف خدمات النقل البري من جهة ، والتكاليف الباهظة من جهة أخرى التي تتطلبها تسخير وسيلة نقل خاصة نظرا للخصوصية الجغرافية لهذه الولايات.
وقد وفرت المصالح المعنية على مستوى ولايات إيليزي وتمنراست و ورقلة وأدرار والأغواط وغرداية كافة الشروط الوقائية والتنظيمية بالتنسيق مع كافة الفاعلين تنفيذا للبرتوكول الصحي الموصى به لضمان تطبيقه بشكل آمن وصحي للمسافرين والسائقين ، من خلال تقليص عدد الركاب في الحافلات بنسبة 50 بالمائة و إجبارية ارتداء الكمامة مع تنظيف وتعقيم يومي للحافلات والمركبات.
كما جرى في الإطار ذاته تخصيص مطهرات كحولية عند مداخل محطات النقل البري للمسافرين ووضع ملصقات توجيهية تدعو إلى تفادي التجمع واحترام مسافة التباعد الجسدي إلى جانب تسطير برنامج منتظم يستهدف تعقيم جل الهياكل و الفضاءات بتلك المحطات سيما الأروقة المخصصة لحجز التذاكر وقاعات الإنتظار ، وفقا لما أوضح مسؤولو قطاع النقل بتلك الولايات .
وعلى مستوى ولاية إيليزي فقد تميزت عودة هذا النشاط على مستوى محطتي النقل بعاصمة الولاية وعين أميناس بحركية وانتعاش ملحوظ لخطوط النقل البري للمسافرين بواسطة الحافلات التي شرعت في رحلاتها في اتجاهات مختلفة .
وتبلغ عدد الرحلات البرية اليومية عبر حافلات نقل المسافرين من و إلى ولاية إيليزي 26 رحلة منتظمة بمعدل رحلة كل نصف ساعة إلى مختلف ولايات الوطن ، مثلما أفاد لـ''وأج'' مدير النقل يوسف مغراوي .
ومن جهتها عقدت مديرية النقل لولاية تمنراست التي تحصي 51 متعاملا في نشاط النقل البري للمسافرين في مختلف الإتجاهات إجتماعات تحسيسية معهم بحضور ممثلي مصالح الأمنية للحرص على تجسيد التدابير الوقائية لضمان حماية الأشخاص من عمال و ناقلين ، استنادا لمدير القطاع ملاح مهدي .
اقرأ أيضا : استئناف محتشم للنقل البري يوم السبت على خطوط بين الولايات
ويتضمن برنامج رحلات النقل البري للمسافرين بمحطة تمنراست 22 رحلة يومية إلى مختلف الوجهات ، حسبما أفاد مدير المحطة وافي بن حود.
ويرى أحد المتعاملين من الناقلين الخواص بتمنراست " أن استئناف حركة النقل البري بين الولايات بمثابة بريق أمل لمستقبل هذا النشاط بعد ركود طويل ، مما سينعكس إيجابا على أصحاب مؤسسات النقل والمواطنين على حد سواء ''.
وجرى بولاية أدرار تسيير 32 رحلة سافر على متنها 408 مسافرا توجهت نحو ولايات تندوف و مستغانم و هران و بسكرة و قسنطينة و الشلف و بشار و غرداية و تلمسان و ورقلة , وفقا لما صرح به مدير محطة النقل البري للمسافرين مرابطي هشام.
إرتياح في أوساط مختلف الشرائح الإجتماعية
أعربت فئات من مختلف الشرائح الإجتماعية لـ"وأج" عن "ارتياحها" لقرار إستئناف حركة النقل البري للمسافرين ما بين الولايات .
وفي هذا الصدد أوضحت الآنسة خديجة من تقرت وهي طالبة بكلية الطب بجامعة باتنة أنها استقبلت عودة النقل ما بين الولايات بارتياح كبير لكونها عانت -كما قالت- من ''متاعب كثيرة خلال فترة توقف هذا النشاط'' .
ومن جهته عبر الشاب حسين الذي يشتغل بإحدى ولايات الشرق الجزائري عن سروره ''العميق'' بعودة حركة النقل ما بين الولايات الذي أزاح - حسبه- عن كاهله مشكلة ظلت تؤرقه لشهور عديدة كلما فكر في الذهاب إلى عمله أو العودة منه مما كلفه دفع أموال طائلة أثرت سلبا على قدراته المالية .
و بدوره يرى رئيس المكتب الولائي التنفيذي للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين بالأغواط بدر الدين خشبة أن قرار استئناف النقل الجماعي بين الولايات يأتي بعد "نجاح" نشاط النقل بين البلديات ، مشيرا أن ''الناقلين كانوا على وعي كبير من خلال تحملهم المسؤولية الكاملة'' .
و أضاف بالمناسبة أنه نظمت خلال اليومين الماضيين دورة تكوينية لفائدة ناقلي الخطوط الطويلة من أجل أن يكون الإستئناف في أحسن الظروف من أجل الحفاظ على سلامة الركاب والعاملين . و في سياق ذي صلة أبرز مدير النقل فيصل بن عيشة أن ولاية الأغواط من بين الولايات الأوائل التي قامت بصب منحة الدولة الموجهة للناقلين بسبب ظروف التوقف ، حيث بلغت الإستفادة أزيد من 95 بالمائة .