قدمت فرنسا الاستعمارية وجرائدها وفاة المعلم غي مونيرو – مضروبا بالرصاص- في الفاتح من نوفمبر على انه جريمة، بغرض تقزيم الثورة وتقديم الوطنيين الاستقلاليين الجزائريين كمجرمين دمويين ارهابيين. وتباكى الساسة والوزراء على المعلم الشاب دون أن يلمح أحد إلى حقيقة ما وقع، عدا جريدة “لوليبرتير” الفوضوية اليسارية، التي حققت وقالت إن الجزائريين يكافحون الاستعمار من اجل الحرية، وان المعلم الشاب الفرنسي قتل خطأ عندما أطلق النار على قايد مشونش بن صدوق، الذي أشهر مسدسه مهددا بإطلاق النار.
في صبيحة أول نوفمبر، أوقف حاجز نصبه فوج القائد الشهيد شيحاني بشير، نائب قائد الولاية الأولى مصطفى بن بلعيد، بمضيق تيغانيمين او تاغيت، حافلة ركاب متجهة إلى أريس، كان على متنها فلاحون من المنطقة والمعلم في مونيرو الذي عين بمدرسة تيفلفال، وكان يتجه إلى أريس مع زوجته وهي أيضا معلمة تزوجها في شهر أوت.
الحقيقة التي أخفتها فرنسا الاستعمارية، لتوظف موت الشاب المعلم وتشوه بها الثورة، هي أن العمليات الجريئة لأول نوفمبر كانت هجومات على ثكنات، وان مقتل السيد غي مونيرو وجرح زوجته كان بالخطأ وغير مقصود، لأن المجاهد صبايحي أطلق النار برشاشه على قايد مشونش الذي اخذ يصيح ويشتم مستلّا مسدسه وموجها إياه نحو القائد، وأصيب المعلم وزوجته حيث كانا يقفان بجانبه.
لقد تلقى الثوار أوامر صارمة بعدم قتل المدنيين، وحتى بعض البوليس والعسكر، ماداموا لم يحاولوا قتلهم او إلقاء القبض عليهم. حاشا للثورة ان تقتل معلما او مدنيا جاء ليقوم بتعليم الأطفال.
وبعد 59 سنة من الاستقلال و67 سنة من اندلاع ثورة الكرام، هناك للأسف آلاف من المدارس الابتدائية والمتوسطات والثانويات التي تحمل أسماء شهداء، والمؤسف ان التلاميذ -وفي حالات كثيرة الأساتذة والإدارة -لا يعرفون شيئا عن الشهيد الذي تحمل مؤسسته اسمه، ووقفت عل العديد منهم، لذلك على وزارة التربية ان تنور هذه المدارس بوضع رخام يحمل نبذة عن تاريخ الشهيد الذي أطلق اسمه على المؤسسة.
الباحث والإعلامي: منتصر أوبترون