لم أعد أفهم سر كل هذا التكالب على الجزائر من قبل من نسميهم بأشقائنا العرب، فبعد الفرحة التي عبر عنها الجمهور الكروي التونسي والمغربي لإقصاء فريقنا الوطني من كأس إفريقيا لا شيء فيها يشبه لعبة كرة القدم ابتداء من طريقة التنظيم وانتهاء باستهداف الفريق الوطني عن طريق الشعوذة، مرورا بالاعتداء الذي استهدف الوفد الاعلامي الجزائري، وبالوضع المزري للملاعب، ها هم العرب على ما يبدو يتحدون ضد الجزائر، في محاولة لمنع اجتماع القمة العربية في بلادنا مارس المقبل مثلما دعت الجزائر لذلك، وها هو السفير حسام زكي نائب رئيس الجامعة العربية يصرح بأن القمة لن تنعقد في الجزائر.
فهل هو الاصطفاف إلى جانب الدول المطبعة وعلى رأسها المملكة المغربية التي أعلنت الجزائر الصائفة الماضية قطع علاقتنا بها بعدما صارت تستقوى علينا جهار نهارا بالعدو الصهيوني، أم لأن الجزائر تصر على عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، فهي عضو مؤسس للجامعة قبل حتى دويلات الرمل التي تعارض عودتها وعلى رأسها قطر الإمارة التي تقف وراء الخراب الحاصل في المنطقة؟ فهل لأننا قلنا لا للتطبيع، فسارع موقعو الاتفاقيات البراهمية للتشويش على بلادنا؟ أم لأننا رفضنا أية وساطة نفاق لعودة العلاقات مع جار السوء؟
أسئلة كثيرة صارت تطرح بقوة من أشهر، حيث كانت تخرج في كل مرة أبواق موالية للمملكة تقول بنبرة حاقدة أن القمة لن تنعقد في الجزائر.
ولولا عقلية ” التغنانت ” الأمازيغية لقلنا نحن أيضا لا حاجة لنا بقمة المنافقين، وما نحن بحاجة لها، لأنها لن تقدم شيئا لبلادنا ولا للقضايا التي تدافع عنها، ومنها قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية والتي تبرأ منها العرب، وكذا مسألة عودة سوريا إلى مقعدها الذي سلمته الجامعة لمعارضة الدولار، وأيضا لأن الجزائر ترفض الحرب التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية على اليمن منذ أزيد من سبع سنوات دمرت بنيته التحتية وحملت الموت والخراب للشعب اليمني، فقضية الصحراء الغربية التي تعترف المنظمة الأممية أنها تصفية استعمار تدعي المملكات والإمارات بأنها أرض مغربية، أما القضية التي كانت تسمى أم القضايا العربية قضية فلسطين، فقد تخلى العرب عنها بهرولتهم لإقامة علاقات مع دولة الاحتلال على حساب قضية شعب سلبت أرضه وهجر أبناؤه.
فلا الجامعة العربية ولا كل قممها منذ نشأتها قدمت حلولا للأزمات التي تعيشها البلدان العربية، وكيف لها أن تقدم الحلول وهي منظمة مخادعة، أسست لها بريطانيا بشكل يمنع أعضاؤها من الاتفاق فيما بينهم، وهم عاجزون عن الاجتماع على رأي واحد.
وبسبب “التغنانت”، على الديبلوماسية الجزائرية أن تفرض رأيها في القضية، وتنظم بلادنا القمة حتى وإن كنا لا ننتظر منها شيئا، ويكفي إغاضة الأعداء وكل من يحاول طعننا في الظهر وكل من تواطأ مع مملكة الحشيش التي تنسب نفسها بهتانا للأشراف وهي مبنية على الدعارة والخيانة.