تم تداول معلومات عن قلق فرنسا من تسلم الجزائر لطائرة “سوخوي 34” والتي تلقب بالبطة القاتلة لشكل أنف الطائرة الشبيه بالبطة وهي من الطائرات التي تم تحديثها لتصبح من الجيل الرابع المتطور.
والقلق الفرنسي لا يخص القدرات العسكرية التي تتميز بها الطائرة المقنبلة التي يمكنها حمل صواريخ فرط صوتية وقنابل متعددة، بل فرنسا متخوفة من قدرات الطائرة على قطع مسافة طويلة جدا دون الحاجة للتزود بالوقود جوا وتبلغ المسافة حوالي 5 ألاف كلومتر بمعنى أنها تستطيع أن تحلق فوق باريس العاصمة ثم تعود للجزائر دون مشاكل وطبعا بسرعته كبيرة أيضا.
لأول مرة تعرب فرنسا عن قلقها، حسب مصادر إخبارية عديدة بخصوص طائرة يملكها الجيش الجزائري إلى درجة الرعب، الطائرات القديمة لا تستطيع الوصول إلا للمدن الفرنسية الساحلية الواقعة جنوب المتوسط، أما قدرات الوصول إلى العاصمة ذهابا وإيابا لم تكن متوفرة في السابق علما بأن المسافة بين الجزائر وباريس تقدر ب 1350 كلم والطائرة لها القدرة لقطع 4700 كلومتر يعني واضح أنها تستطيع التحليق فوق العاصمة والعودة إلى العاصمة دون إشكال.
مصادر عديدة تتحدث عن احتمال تدخل المسؤولين الفرنسيين لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنع بيع هذه الطائرات للجزائر، لكن الأكيد أن موقف بوتين سيكون الرفض فروسيا لا تناقش أي تدخل في العلاقات الجزائرية الروسية الضاربة في أعماق التاريخ والجزائر ستتسلم طلبها من البطة القاتلة في نسختها المحدثة والمرعبة.
من مزايا البطة القاتلة أن لها مقعدان لقيادتها جنبا إلى جنب وكابينة قيادة واسعة تمكن قائد الطائرة أن ينام ويستريح وأن يقف بكامل طوله دون حرج كما توفر كابينة الطائرة تنسيقا رائعا بين قائديها دون أية مشاكل تذكر لجلوسهما جنبا إلى جنب.
وهكذا وبعد محاولات إسرائيل التأثير على روسيا لمنع تسليم “سوخوي 57 ” المتطورة جدا للجزائر ولم تفلح، جاء دور فرنسا لمحاولة ثني روسيا تسليم الجزائر البطة القاتلة. وكما باءت بالفشل مساعي إسرائيل ستفشل أيضا مساعي فرنسا لصلابة العلاقات بين روسيا والجزائر الذي قال عنها بوتين مؤخرا أن الجزائر هو البلد الأخ الذي لم ولن يخوننا أبدا.
روسيا لا تتأثر بالضغوط السياسية لأن صناعتها العسكرية مستقلة تماما سواء من جانب القطع الإلكترونية أو القطع الأخرى المشكلة للطائرة أو حتى الأسلحة الأخرى، على عكس ما يروج هنا وهناك، وهذا يجعلها في منأى عن الابتزاز الغربي.
من بروكسل/ لخضر فراط ـ صحفي معتمد لدى المؤسسات الأوروبية والحلف الأطلسي