تقدمت رسميا كل من فنلندا ومملكة السويد بطلب الانضمام إلى الحلف الأطلسي لتسجل هكذا أمريكا أول خطوة نجاح سياسية ولكنها غير محسوبة العواقب في حربها المتعددة الجوانب أو كما يصطلح على تسميتها بالحرب الهجينة.
طبعا روسيا تعرف جيدا و منذ سنوات أن جارتها فنلندا تحضر لحرب نووية عبر بنائها لمدن تحت الأرض و في داخل الجبال تستطيع أن تأوي الملايين من المواطنين الفنلنديين يعيشون في المخابئ التي تحميهم من آثار السلاح النووي، روسيا على علم بما تقوم به جارتها مند سنوات ولم تقلق لذلك، و لكن الانضمام إلى الحلف الأطلسي هو أمر آخر مغاير تماما فهو توفير أراضي على الحدود الروسية لاستقبال السلاح الأمريكي لأن الناتو هو حلف أمريكا بامتياز و التي تعمل ليل نهار على تدمير روسيا بعدما وضعتها سنة 2016 في قمة وارسو للحلف الأطلسي كعدو أساسي محتمل وبدأت التحضير لمحاربتها.
العقيد السويسري السابق للمخابرات جاك بو، يقول أن الدول الأوروبية الشرقية هي التي تحمل أكبر شحنة حقد ضد روسيا لا مثيل لها و غير مبررة و عملت على تحويل الحلف الأطلسي وحتى الاتحاد الأوروبي إلى أدواتعسكرية موجهة ضد روسيا على الرغم من معارضة الدول الغربية التقليدية مثل بولندا والتشيك و دول البلطيق وغيرها من دول شرق أوروبا التي يحذر منها العقيد السابق للمخابرات في الحلف الأطلسي، لأنها مصابة بالعمى وفاقدة للبصيرة والعقل.
وكانت مختلف القمم الأوروبية التي حضرتها شخصيا تمارس فيها دول شرق أوروبا ودول البلطيق أكبر الضغوط لإخافة باقي الدول الأوروبية من روسيا والتوصل إلى إدانتها، قمة الكراهية للروس رأيناها في خطط القوميين الأوكرانية ضد كل ما هو روسي وحتى من ينطق باللغة الروسية فقد تم إسكاته أو قتله.
عملية مناهضة الروسي كجنس بشري يقول عنها جاك بو بأنها عنصرية وذكر كيف أغلقت حسابات بنكية في فرنسا لمواطنين لمجرد أن يشتم بأن اسمه قد يكون روسي ووصلت وقاحة الغرب إلى منع الرياضيين الروس ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة في الألعاب الدولية الخاصة بهم، بو يعتبره انحطاط انساني وأخلاقيلا مثيل له في التاريخ.
هذا الجو المقيت والعنصري بامتياز الذي صنعته الآلة الإعلامية والدعائية الأمريكية والغربية أوصل السويد وفنلندا إلى طلب الانضمام يعني طلب الحماية من الناتو واستعداء روسيا بل الدخول معها في صراع عسكري مباشر قد يكلف العالم حربا عالمية ثالثة.
الحلبة الأوكرانية التي صنعتها أمريكا وخططت لها منذ سنوات كما يشرح العقيد جاك بو لم تلبي لحد الآن ما خططت له أمريكا و الغرب، ورغم نيتها لإطالة أمد الحرب لن يحقق هذا أي انتصار للغرب حسب الخبير العسكري السويسري الذي يؤكد بأن تدخل الناتو بتسليح مكثف لأوكرانيا أدى بالروس إلى تدمير البنية التحتية للبلد ولنتتحقق أي نتيجة للغرب ولا لأوكرانيا، التي يزداد كل يومقوافل الجيش الأوكراني التي تضع سلاجها وتسلم نفسها للجيش الروسي بعدما إصابتها بالإحباط وخيبة الأمل، ويخلص جاك بو إلى القول بأن أوكرانيا ستكون البلد الضحية في المخطط الأمريكي الغربي والذي سيتم تقسيمه بين دول الجوار على أقل تقدير.
لخضر فراط