كل شيء يبدأ بحلم” هكذا تشكلت رؤية الفنان المبدع حسين مختار لمشروع مجتمع خال من العقد، بحبل فني يحاول أن ينقذ من خلال مشروع استثنائي جيلا كاملا من الأطفال الذين يعيشون على الهامش، التبليغ من خلال المسرح والعلاج بالفن هي الطرق التي اعتمدهاالمشروع في حل أكبر مشكلة تواجه المجتمع، التسرب المدرسي والضياع في دهاليز الانحراف….
مئة وعشرون طفلا يواجهون مستقبلا غامضا…. يبلغون عن مأساتهم من خلال عروض مسرحية.
في حي شعبي بسيط “باب علي_ ولاية المعسكر” ، حيث ينتشر الفقر إلى جانب آفات اجتماعية كبيرة تهدد مستقبل الأطفال، اختارحسين مختار إلقاء الفن إلى الشارع، لكي يحتضنه الشعب، ثورة فكرية أريد بها انقاذ أطفال مهمشين معرضين للانقطاع عن الدراسة بسبب الظروف القاهرة، كما يركز المشروع على فئة الأطفال التي تجد معاناة كبيرة في تحصيل معدلات مقبولة والتي غالبا ما تتعرض للنقدوالتنمر الذي يسبب لها عقدا خطيرة.
التبليغ من خلال المسرح….
ثمانية شباب متخرجين من الجامعة ومتخصصين في مجالات مختلفة و بخبرة تفوق سبعة سنوات في الحركة المسرحية المعسكرية يدخلونتربصا مغلقا مدته شهر من تأطير مجموعة من المختصين في المسرح( تمثيل ،موسيقى،سينوغرافيا، اخراج ،لغة الجسد ،كتابة)
و في الطفل (مربين مختصين ، أطباء نفسانيين ) لينتج عن الورشة عرض مسرحي للأطفال ثم جولة فنية في ثمانية مدارس في المقاطعة التربوية بابا علي معسكر
ليتوجه بعدها كل شاب من المتربصين إلى مدرسة محددة و يقدم ورشة لعشرة تلاميذ لانتاج عرض مسرحي.
تنتج في النهاية عن هذه النشاطات ثمانية عروض لثمانية مؤسسات ابتدائية و يستفيد ثمانون تلميذ بطريقة مباشرة. أطفال من حي شعبي يدخلون في منافسة في مهرجان مدرسي يقام بالمسرح الجهوي معسكر بشير زحاف من 01 الى 08 جوان .
يمتد البرنامج على مدار ستة أشهر يراعي فيها الامتحانات ورزنامة الدراسة، كما
يحتوي البرنامج على أيام للتشجير و التنظيف و الطلاء في حي بابا علي.
هذه الورشات ستعتمد بشكل أساسي على جعل الأطفال يبلغون عن معاناتهم ثم تحويلها لعمل فني.
_رصدنا من خلال الورشات مشاكل محزنة…. تواجهها هذه الفئة من الأطفال.
في ندوة صحفية خاصة تطرق الفنان حسين مختار لحوادث محزنة تواجه هذه الأطفال، من خلال جلسات نفسية يقول أن العديد منهماستطاع أن يعبر عن معاناته، وبفضل جهود المؤطرين تحولت لعروض مسرحية.
بعضهم_ يضيف مختار_ يعيش حالة من الخجل والانطواء بسبب ملابسه البالية، كما استطعنا أن نحول معاناة طفل لا يملك حذاء ويذهب للمدرسة بالنعال إلى عرض مسرحي..
من جهة أخرى _يضيف حسين_ وجدنا أن العديد من الأطفال الذين يعانون الفقر، يعود سبب فشلهن في الدراسة لضعف نظرهم ولقلةالامكانيات التي تتيح لهم شراء نظارات، قمنا بفضل متطوعين بتوجيههم لمختصين والتكفل بشراء نظارات طبية لهم.
أما بخصوص القصص التي تعتبر تابوهات في مجتمعنا والتي يرويها بعض الأطفال، فيقول مختار أن هناك مختصين سيقومون بتحويل الحادثة لعرض مسرحي بشكل آخر، الترميز وإيجاد طرق غير صادمة هو من أهدافنا.
وفي هذا السياق تابع ذات المتحدث موضحا ” الأطفال لا يميزون بين مشكل يعد خطا أحمرا وبين آخر يعد تافها، بعضهم تشكلت له عقد نفسية خطيرة بسبب وفاة قطه!
_لهذه الأسباب أركز في مشاريعي على الأحياء الشعبية…
على غرار القوس المسرح الذي تشكل في مكان كان يعج بالمنحرفين، ليتحول إلى مسرح شعبي تقام به فعاليات فنية تستلهم من التراث الشعبي وتستقطب ابداعات هذه الأحياء، مشروع “حلم” صممه المبدع مختار الذي كرس جهده في سبيل انجاحه على حساب النجومية والظهور في الشاشة، توجه صادق تمليه القصة الشخصية لهذا الفنان الذي يؤكد في كل مرة أنه ابن هذه البيئة، وأنه لولا أن مدت له يدالعون من قبل صاحب رؤية ودخل عالم الفن، لكان اليوم في وضعية مأساوية.
حلم….الحلم الذي جعل الأطفال تنتصر على الوجع….تحاربه اكراهات الواقع.
ورغم قوة المشروع وثقل المبدعين المساهمين في انجاحه، يواجه مسيريه أزمة تمويل أصبحت تعيق الوصول لكل أهدافه، نداءات يوجههاالفنان مختار للجهات المعنية للمسارعة في التدخل من أجل حل مشكل التمويل الذي قد يؤدي إلى توقف المشروع وإصابة الأطفال الحالمين من خلاله، بصدمة مؤذية.
تغطية سارة بانة