ما زال السؤال الذي طرحته هنا من أيام، متى يلتفت المخزن إلى مشاكل بلاده الداخلية يستحق الطرح مجددا.
وها هو الإعلام المغربي ينفث من جديد سمومه تجاهالجزائر، وهذه المرة تحدث بمرارة عن الزيارة التي يقوم بها وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، إلى نيجيريا، حيث شارك في الاجتماعي الثلاثي المنعقد في أبوجا بينالجزائر والنيجر ونيجيريا للاتفاق حول وضع الترتيبات الأولى لإطلاق مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء والموجه نحو أوروبا.
وعنون موقع إخباري مغربي مقالا حول المشروع بأن” الجزائر تتحرك على أعلى مستوى لعرقلة مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا”، ولا أدري لماذا نسب الموقع هذا المشروع إلى المغرب، مع أن المفاوضات حول المشروع تمت منذ البداية بين البلدان الإفريقية الثلاث وتمت المصادقة في فيفري الماضي في نيامي بإعلان ثلاثي الأطراف تم خلاله وضع أسس خارطة طريق لتشكيل فريق عمل يقوم بدراسة المشروع الذي يعود أول اتفاق حوله إلى سنة 2009 ووقتها لم تكن المملكة المغربية معنية بالمشروع أساسا، فأين محلها اليوم من هذا المشروع لتنسبه إلى المغرب، فهل لأن المملكة سعت بكل ما تملك من قوة لسحب المشروع من الجزائر وتعوض به خسارتها لأنبوب الغاز الجزائري العابر لترابها نحو إسبانيا الذي أوقفت الجزائر العمل به السنة الماضية إثر قطع علاقاتها مع المملكة؟
وكان التحدي في بداية التفكير في المشروع هي إيجاد أسواق للغاز النيجيري في السوق الأوروبية التي كانت تعتمد أساسا على الغاز الروسي، وهو ما كانت تتخوف منه نيجيريا، وقد زال اليوم هذا التخوف بعد الأزمة التي تعيشها أوروبا وتهديد روسيا بوقف مدها بالغاز ، وقد قطعت بالفعل امتداداتها عن عدد من البلدان الأوروبية بسبب موقفها من الحرب التي تقودها على أوكرانيا، وردا على العقوبات، الأمر الذي يزيد من أهمية ونجاعة هذا المشروع الذي سيدر فوائد عديدة على البلدان التي سيمر عبر ترابها، ومنها الجزائر التي تعد مصدرا هاما للغاز نحو أوروبا، وهذا ما جعل المملكة المغربية تهرول لسحب المشروع من الجزائر التي تحاربها على كل الجبهات، لكنها وفي هذا المشروع تحديدا بعيدة كل البعد عن منافسة الجزائر التي بدأت بالفعل في تجسيد المشروع في جزئه المار بترابنا، زد على ذلك فالمشروع الذي تطرحه المملكة المغربية يمر بمجموعة من الدول (13 دولة) عكسالمشروع الجزائري الذي يمر فقط بالنيجر وهو ما يجعل المشروع المغربي باهظ التكلفة، خاصة وأن البنى التحتية لتصدير الغاز الى أوروبا متوفرة انطلاقا من الجزائر..
ومرة أخرى، متى يهتم المغرب بشؤونه وينسى أحقاده التي لا تنتهي ضد بلادنا، فيكفي أنه خسر الكثير بخسارته للجزائر التي حاربها وما زال يحاربها بكل الطرق منذ الاستقلال ولم ينجح في مساعيه رغم خيانات بعض عملائه في الداخل؟
حدة حزام