بعد أن شاركت تونس في اجتماع ألمانيا ضد روسيا الشهر الماضي رفقة إسرائيل وضمن أهداف محددة هو دعم أوكرانيا عسكريا لإضعاف أو إسقاط روسيا، ها هي ودون “حشمة” تشارك في مناورات عسكرية على حدود الجزائر الغربية رفقة المغرب وإسرائيل، وهي مناورات موجهة ضد الجزائر وهذا تعرفه تونس جيدا.
لا يمكن أن تشارك في مناورات ضد الجزائر ثم تقول بأن الجزائر بلد شقيق، هذا يتنافى تماما مع أي سياسة أخوة أو حسن الجوار ولا يمكن تبريرها أبدا، بل المشاركة تعتبر عملا عدائيا، كيف لا والجزائر تدعم تونس أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
التلاعب التونسي ليس بجديد، فهي سياسة انفصامية تصرح بشيء وتفعل الشيء المضاد ومستمرة ضد الجزائر، وكنت أول من صدم بها عندما وصلت إلى بروكسل ولم أجد في التوانسة الذين أعرفهم إلا الضرب تحت الحزام ضد الجزائر، من سفيرهم إلى سلطتهم المركزية إلى صحافييهم وسياسييهم. اللعب على فترة الإرهاب ضد الجزائر دون رحمة ولا شفقة ولا تعاطف مع المعاناة، وكانت كلمتهم المفضلة للأوروبيين “تعالوا عندنا لتونس إننا بلد آمن”.
أغلبهم كانوا من المحرضين للأوروبيين بطرق ملتوية ضد الجزائر وتقديم تونس على أنها واحة أمن وجنة فوق الأرض وبعيدة عن الهمجية والقصد هو أن الجزائري همجي وعنيف. هكذا ينظر إليك بعض التوانسة ويتحين الفرصة فقط لطعنك في الظهر وإلا كيف يفهم ان تشارك دولة تونس في مناورات عسكرية رفقة إسرائيل والمغرب ضد “الشقيقة” الجزائر.
المشاركة في مناورات عسكرية ضد بلد جار هو موقف عدائي إلى اقصى درجة يعني تونس تستطيع أن تدخل الحرب ضد الجزائر. وهذا يتوجب منا الحذر والبدء في انتهاج سياسة مغايرة اتجاه تونس عبر تطوير أبنوب غاز العابر لإيطاليا عبر البحر أولا، ثم تطوير الشواطئ الجزائرية وتأمينها للعائلات دون إزعاج مثلما يحدث في بعض شواطئنا وحتى في المدن والقرى، وعلى السلطات أن تعيد النظر في سياسة مهادنتها للتيار الوهابي والإخواني والسلفيين الذين دمروا الحياة الاجتماعية وهكذا فعلت بلدان أخرى وبدأت تتخلص منهم باستعمال كل الوسائل.
عندما سمعت بعض المثقفين التوانسة يتكلمون مثل العبيد عن سيدهم ملك المغرب الحسن الثاني ويستشهدون بأقواله مثل استشهاد المستعمر بالمستعمر، رغم أنهم لا يبادلونهم نفس الاحترام بل هناك كراهية لا مثيل لها، فهمت أن هناك خلل ما في هرم السلطة في تونس وأن الكراهية التي يحملها بعض النافذين للجزائر لا مثيل لها وقد تجد طريقها للتطبيق كما نراه الآن.
وليس من قبيل الصدفة أن يصرح الغنوشي في لقاء له بالمغرب بأن “الجهاد أصبح حلال في الجزائر” في فترة الإرهاب وهو ضيف تحت سقفها وحمايتها، فالكراهية والحقد والضغينة لدى بعض سياسيي ومثقفي تونس لا حدود لها.
طوروا الجزائر التي لها 1200 كلم من السواحل وأمّنوا شواطئها وأضربوا بيد من حديد تيار الجهل واحتقار المرأة الذي أصبح يهدد الحياة الاجتماعية، ودمروا كل من يعترض الحرية الشخصية للجزائريات والجزائريين…فالجنة اسمها الجزائر.
لخضر فراط ــ صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي