صدم العالم بصور دخول ضباط الـ ” أف بي أي” إلى منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الصاعد في كل استطلاعات الرأي والمرشح للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، دهم منزل الرئيس الأمريكي بالطريقة التي شاهدناها تشكل صدمة لكل من كان يؤمن بالديمقراطية الأمريكية و خطابها المخادع، لتظهر له الحقيقة بأن النظام الديمقراطي في كل بلدان العالم أصبح اليوم تحت سيطرة شبكات أو ما يسمى بالدولة العميقة و لا مجال فيه لرجل دخيل على هذا الأخطبوط مثل دونالد ترامب التاجر ورجل الاعمال الذي وجد نفسه صدفة رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم.
تفتيش بيت الرئيس وحجز كل الوثائق التي وجدت في المنزل مع تكسير لخزانته الشخصية لا يحصل إلا مع المجرمين ولا يليق بصورة أمريكا أن تهين رئيسها بهذه الطريقة والتي ستكون نتائجها أخطر مما يتصوره الفاعلون الذين لن يبق أمامه من حل لمنع ترامب من الترشح والفوز إلا التصفية الجسدية للرجل لأن شعبيته في تزايد مستمر وستكون الانتخابات النصفية شهر نوفمبر القادم لتجديد الكونغرس لصالحه.
عدد من النواب الجمهوريين توعدوا وزير العدل الذي يبدو أنه هو من أعطى أمر التفتيش بأنه سيقضي ساعات طويلة جدا أمام الكونغرس بعد التجديد النصفي وفوزالجمهوريين المرتقب لمساءلته. كما يتم توعد ابن الرئيس الحالي هانتر بايدن بالمحاكمة على كل ما اقترفه من مخالفات وسيتم فضح الملف الأوكراني برمته للرأي العامالأمريكي والعالمي لأن ترامب يعتبر أن الحرب في أوكرانيا افتعلها بايدن لحماية ابنه.
السؤال المطروح هل ستصل أمريكا سالمة معافاة إلى موعد الانتخابات للتجديد النصفي بعد الذي حصل مع الرئيس ترامب، الكثير يخافون من تحرك مناصري الرئيس السابق ومن صوتوا له أكثر من 50 مليون أمريكي للدفاع عنه في مظاهرات بالشوارع خاصة وأنالوضع الاجتماعي صعب جدا اقتصاديا في ظل الرئيس الحالي بايدن الذي وصلت شعبيته إلى الحضيض، وسيكون الأمر أصعب في حالة اندلاع حرب مع الصين والتي يبحث عنها صقور البنتاغون والبيت الأبيض.
ترامب يتهم الديمقراطيين اليساريين المتطرفين فيمايتعرض له من حملة بعد أن فشلوا في اتهامه في قضية الكابيتول من أجل منعه من الترشح وذكر ترامب سلطات بلده بالسكوت عن 30 ألف إيميل تم تسريبهم لهيلاري كلينتون من حسابها الخاص وهي إيميلات تخص الدولةولم يحاسبها أحد على هذا الخرق القانوني ولم تفتح ضدها أية إجراءات للتحقيق فيما فعلته وكانت الايميلات قد أثبتت أن هيلاري كلينتون كانت على تواصل مع داعش وساهمت في صناعتها وبالطبع الأسلحة التي تلقتها داعش مصدرها أوكرانيا.
أيام صعبة جدا ستعيشها أمريكا التي بدأت رسميا بعض الولايات فيها تطالب بالانفصال مع تزايد حالة من الاحتقان الداخلي بعد الاعتداءات الشرسة من الشرطة ضد مواطنين أمريكيين مسلمين.
الاختيارات ستكون قليلة جدا إما تصفية الرئيس السابق دونالد ترامب لمنعه من العودة إلى الرئاسة حتى لا ينتقم مما يفعله معه الديمقراطيون او الدخول الأمريكيالمباشر في حرب عالمية ثالثة ستقضي على الإنسانية جمعاء.
أمريكا أصبح لها اليوم قضية عظمى اسمها دونالد ترامب.
بروكسل/ لخضر فراط ــ صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي