بعد خطاب النفاق لملك المغرب، الذي ادعى من خلاله أنه يمد يده للجزائر لإعادة العلاقات “الأخوية”، ها هو المخزن يحرك آلة الدعاية الدينية، وهذه المرة عن طريق أحمد الريسوني الحامل للقب النفاق” رئيس اتحاد العلماء المسلمين”، حيث دعا من خلال فيديو بثه عبر اليوتوب “علماء المغرب” للجهاد و”مسيرة تحريرية” في تندوف.
لا أدري من أين أتى الرجل بهذه الشجاعة ليتطاول على أسياده؟ لكنه كشف عن الأحقاد الدفينة لمملكة الخيانة والحشيش.
فمنذ سماح المغرب للكيان الصهيوني باحتلال المغرب، ولا أقول التطبيع، حلت عقدة الألسن المكبوتة وصرحوا بعدائهم لبلادنا جهارا نهارا، بينما يلوذون بالصمت الجبان عندما يتعلق الأمر بكل من سبتة ومليلية المحتلتين من اسبانيا.
فهل استصدر الرجل فتوى الدعوة إلى الجهاد في تندوف المحررة بدماء الشهداء من الموساد؟ أم من الديانة الابراهيمية الجديدة التي دعا من يسمون أنفسهم بعلماء الإسلام المنتمون للدول المطبعة بإدراجها في المناهج التربوية للتوقف عن الجهر بالعداء لليهود ودولة الكيان التي خصت العرب وفضحت جبنهم، وليس مستبعدا أنها ستستعيد “يثرب” عن قريب.
تعال يا هذا وأقم بالأسابيع والشهور في الصحراء وفي تندوف مثلما تقول، وبرهن عن شجاعتك، في الميدان وليس خلف جهاز هاتف، فالمعروف أنه حتى مناورات “أسد إفريقيا” المزعومة التي قام بها جيشكم بدعم من جيش الكيان والجيش الأمريكي تم إفشالها عن بعد، ما دفع بأمريكا للبحث عن بلد إفريقي آخر للقيام بمثل هذه المناورات.
لم يعد الرجل قادرا على الجهاد لتحرير فلسطين مثل السابق، بعد أن قدم مولاه بلادهم هدية لإسرائيل، احتماء بها من الجزائر التي أرعبتهم قوة جيشها الذي وقف ويقف بقوة أمام أطماع المخزن التوسعية، ولقن درسا لا ينسى لمولاه المقبور الحسن الثاني عندما قاد” مسيرة” لما اسماه باسترجاع تندوف سنة 1963 وعاد يجر أذيال الخيبة، مع أن جيشنا لم يكن وقتها بالقوة التي يتمتع بها اليوم وكان خرج لتوه من الثورة التحريرية.
اللوم ليس على الريسوني فما هو إلا أداة طيعة لخدمة مولاه، بل اللوم على ممثلي الجزائر في هذه المنظمة، وكان عليهم الانسحاب من هذه المنظمة الاستعمارية التي أعلنت ولاءها لدولة الكيان، أو العمل على تنحية هذا العميل من على رأس المنظمة، أم أنهم يستقوون فقط على الجزائرية ولباسها، ويخفون رؤوسهم مثل النعام في الرمل أمام تصريحات بهذه الخطورة.
أقول للريسوني مثلما قلت من سنوات لزعيم حزب ” الاستقلال” الذي كان من المفروض أن يسمي حزبه بحزب الاستعمار مرة في برنامج وجه لوجه على قناة فرانس 24، عندما قال إن تندوف مغربية:” لا بأس إذهب وحرر سبتة ومليلية وسيساندك جيشنا في مهمتك هذه، ثم تعال واسترجع تندوفمثلما تدعي”، أو على الأقل حرر شرف نسائكم من تجارة السياحة الجنسية التي شهدت عليها نائب في برلمانكم أنها تدر عليكم أرباحا خيالية، أما تندوف فلديها أسود سيحرق زئيرهم عرش التطبيع.
حدة حزام