أين هم من ينعتون أنفسهم بالديمقراطيين مما قاله السفيه المغربي المدعو الريسوني، لم نسمع ولم نسجل لهم موقفا ردا على دعوته للجهاد في تندوف، أم أنهم ما زالوا يخلطون بين المصلحة العليا للبلاد وبين معارضة السلطة، أو ربما أن بعضهم له مصالح مع المخزن، فهذه ليست المرة الأولى التي يلتزمون فيها الصمت أمام تهجم المغرب على بلادنا، فحتى السنة الماضية لما اشتكى وزير خارجية المملكة لحليفه الجديد وزير دفاع الكيان بأن الجزائر هي من يشكل خطرا أمنيا على المنطقة، لم تحركهم المؤامرة، وكأنهم يدعمون في سرهم كل ما يستهدف الجزائر.
فلو صدر تصريح مثل تصريح الريسوني من جزائري – وهو أمر مستحيل في الواقع- لثار كل المغاربة معارضة وموالاة دفاعا عن بلادهم، بينما المعارضة عندنا ناقمة على البلاد وليس فقط على السلطة.
وحدهم الإسلاميون من تحركوا بقوة للرد على الريسوني، ربما لكونه رئيسا للاتحاد الإسلامي، لكن لا شك أنهم تحركوا بوازع وطني دفاعا عن أمن واستقلال البلاد ووحدة ترابها، وهو الموقف الذي على كل أحرار البلاد اتخاذه، لأن ما دعا إليه هذا المغربي هو الدفاع على المشروع التوسعي للمملكة والذي يبدو أنهم ومنذ توقيعهم اتفاقيات مع الصهاينة بدأوا يخططون لتحقيقه، وهو مشروع لا يتوقف عند بشار أو تندوف بل تصل حدوده حتى ولاية الشلف، ولهذا فقد ألغى الرجل دولة من حجم موريتانيا سبق للملك محمد الخامس أن أعلن ضمها لمملكته مباشرة بعد استقلالها سنة 1960، قبل أن يتراجع مجبرا.
لكن “علة الفولة من جنبها” يقول المثل الشعبي، ويبدو أن علة الجزائر هي تيارها المسمى بالديمقراطي الذي ناصب العداء على ما يبدو للبلاد وليس فقط للسلطة أو بالأحرى لما يسميه بالنظام، خاصة بعد فشله في استعمال الحراك في تصفية حساباته مع السلطة وأيضا بعد فشل مساوماته مقابل كوطة في المجالس المنتخبة، ففي ماذا تختلف هذه المعارضة عن المعارضة السورية التي تآمرت على بلدها ودمرتها؟
ألهذا كان هؤلاء ينتقدون دائما الجيش ورفعوا الشعارات المنددة برموزه في مسيرات الحراك، وينتقدون تسليح الجيش؟
الدفاع عن البلاد وأمنها ووحدة ترابها يعنينا جميعا ولا يعني الجيش وحده، فالخيانة الداخلية أخطر على البلاد من التهديدات الخارجية، وهذا امتحان آخر كشف حقيقة هذه المعارضة الطفيلية التي صارت خطرا حقيقيا على البلاد.
حدة حزام