كنت اعتقدت كلما جئت ديدوش مراد ودخلت متحفي الكتبي الجميل وأراك هناك بصوتك الهادئ ونظرتك الطيبة ويقظتك المثيرة وذاكرتك الخصبة التي تذكر كل الاسماء التي مرت من هنا وتقول بافتخار البير كامو انك لن تموت،ببساطة لأنك جزء من هذه الكتب التي تنبت كل صباح ،تنظرك،لتسقيها بابتسامتك وفيض حبك للحروف الخجولة والأوراق الراقصة كلمات غفلت عنها بالحديث إلى زبائنك الذين باتوا جزءا من العائلة،كنت أعتقد أنك مت من زمان وعدت من جديد لتخلد في زمن فاضت البلاد بأميين من كل الأصناف فرحون بجهالتهم وهم يأكلون في مطعم البرلمان ويحلمون بخلصة أكثر وامتيازات أكثر وأحلام في نوم ثقيل مليء بالشخير أكثر،في زمن يبكي على المكشوف وزير ويشكونا أمره بأنهم ولا نعرف من "هم " زوّروا "امضاءه، اعتقدت أنك لن تموت، بل من يموت هم أولئك الذين يلوكون علكة الرداءة والسفاهة كلما فتحت التلفزيون،يرتدون بدلة وربطة عنق،هم الذين كلما ركبت الحافلة رأيتهم داخل سيارات سوداء يمرون دون أن أرى خناشيشهم لأنهم يختفون وراء سواد تلك السيارات القاتمة مثل عقولهم وقلوبهم وسياساتهم، اعتقدت بأنك لن تموت لان حبك للكتب أقوى من الموت والدود وهاهم يقولون لي بأنك مت يا عمي مولود، فما العمل؟! أوكي سأفعلها وأخرج الى شارع ديدوش واحمل عارضة اطالب بها الرب لإعادتك لي ، بل لنا حتى نقرأ أكثر،ونرقص مع الكتب أكثر،فلا وقت للرقص مع سلالة بلخادم، سعيداني، اويحي وهلم جرا، ربي سيستجيب لي، أنا متأكدة لأني أحب ربي وربي يحبني ..