الأحزاب السياسية الكبيرة والصغيرة تُكثر الظهور في التلفزيون وتطيل الكلام السياسي المكرر ..وتثير اللغط في الفايس بوك دون طائل ولا فائدة .. “جعجعة بلا طحين” كما يقول المثل …لا توجد أي برامج واضحة أوخطط منهجية و مُقْنعة.. ولا خطاب عميق وواقعي يكسر جدار اليأس والجمود والغزوف والاستقالة الجماعية للناس من الفعل السياسي.
النقاش السياسي انحصر في الدوائر المغلقة ..داخل القاعات وعلى الشاشات ولم يلامس الواقع المؤلم مطلقا … لم نسمع سوى الكلام الإنشائي والوعظ الذي لا يُسمن ولا يغني ..في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى أفكار ومقترحات وبرامج سياسية جديدة تداوي العلل والمشاكل المتراكمة، وتقترح العلاجات الملائمة ..تنمويا وثقافيا وتعليميا واقتصاديا وسياسيا.
لاندري من يحرك المقاطعين والمتشائمين والناقمين والمنعزلين والمحبطين ،إن لم تُحركهم الأحزاب السياسية ببرامجها ورؤاها وأفكارها وتحركها في المجتمع ….لماذا لم تتمكن النخبة السياسية حتى الآن من تحريك وإقناع الناس بأنّ الانتخابات الحقيقية هي المخرج من كل الأزمات، أو هي على الأقل المفتاح لإعادة الأمل بالمستقبل.. أليس هذا هو قمة العجز …. ثم لماذا عجزت الأحزاب عن إقناع مناضليها وهي تسعى لإقناع عامة الشعب ..أليس هذا هو العبث والتحايل والهروب إلى الأمام والتهرب من الحقائق والوقائع الصادمة والمؤلمة.
لحد الآن لا يوجد أي تفسير لهذا الجمود والقطيعة الكبيرة بين الحكام والمحكومين.. بين السياسيين وبقية المجتمع …هل أصبحنا نعيش في دولتين دولة السياسيين وأحلامهم وحياتهم الخاصة ونظامهم وأسرارهم و أموالهم ومغامراتهم ، ودولة بقية الشعب المنعزل المسحوق بهمومه ومعاناته مع الحياة الصعبة و لقمة العيش ..حقيقة لا ندري ما سر هذا العزلة القاتلة الآخذة في الاتساع ..هل هناك كلمة “السر” لتحريك الوضع الراكد ، ومن يمتلك الخلطة السحرية لهذه الكلمة المفتاح للخروج من حالة الجمود والركود والتكلس التي طال أمدها .
التدوينة القطيعة بين السياسيين والمجتمع ..ما الحل ..؟ ظهرت أولاً على الجزائر 24.