فيما أخطأ ناصر جابي لمّا غادر الجامعة



...

لقيت رسالة استقالة البروفسور في علم الاجتماع ناصر جابي من الجامعة التي نشرها في صفحته الفيسبوكية انتشارا واسعا وتجاوبا من قبل المثقفين الذين اعادوا نشر رسالته على نطاق واسع. رسمت رسالة الاستقالة صورة قاتمة عن الجامعة وعن مستقبل البلد . واتسمت بروح سوداوية و تشاؤمية وهو مايفسر انتشارها الكبيرلانها عكست انطباعات شخصية لدى المثقفين أكثر مما عكست حقائق موضوعية عن الجامعة وعن البلد.
من جهتي كسوسيولوجي في منتصف مساره المهني سأعلق على رسالة ناصر جابي لأبين ان مسحتها المتشائمة والسوداوية هي مجرد انطباعات واستنتاجات شخصية تستند الى خطـأ معرفي هو تجاهل حقيقة توصل اليها الاقتصاديون وهي ضرورة الاختيار بين الرغبات (Trade off) أي ان على ناصر جابي أن يختار بين الرغبة في الجامعة الديمقراطية وبين رغبته الشخصية في الجامعة النخبوية ،بين التعليم المجاني والتعليم ذي الجودة. مشكلة ناصر جابي انه يريد الاثنين معا جامعة عمومية مجانية و في نفس الوقت جامعة ذات جودة وهذا غير ممكن .
يقدم ناصر جابي مجموعة من المؤشرات التي تدل على الجودة المنخفضة لمخرجات للتعليم العالي وهذا يتفق فيه الجميع لكنه يقدم تفسير سياسيا لانخفاض تلك الجودة حيث انه يتهم النظام السياسي انه المسؤول عن الرداءة الجامعية وانه لايريد التغيير والإصلاح. والسبب في رأيه ان تكلفة اصلاح التعليم مرتفعة سياسيا بالنسبة للنظام.
أولا من المنطقى اذا كانت التكلفة مرتفعة جدا للإصلاح الجامعي فالنظام السياسي لايقوم به لان المنطق يقول ان الانسان دائما يقوم بالافعال التي تفوق منافعها تكاليفها. فكيف نطلب من النظام ان يقوم بإصلاح تفوق تكاليفه المنافع المترتبة عنه.
ثانيا، يصف أ. جابي تكلفة الإصلاح انها تكلفة سياسية ، السؤال هنا مامعنى تكلفة سياسية؟ بماذا سيضحي النظام السياسي اذا ادخل اصلاحا تعليما ؟ ماذا سيكلفه سياسيا؟ هل سيفقد الشرعية والشعبية مثلا؟ ماذا لو نجح الإصلاح الجامعي وكانت نتائجه جيدة للجميع ،هل سيخرج الطلاب والمدرسون مطالبين بإسقاط النظام؟
كل الاستياء الذي عبر عنه الأستاذ جابي يتلخص في عبارة واحدة هي انخفاض جودة التعليم. والاقتصاد يعلمنا ان لكل خدمة تكلفة، ولجودة الخدمة تكلفة ولجودة التعليم تكلفة. لكن هناك حقيقة خطيرة جدا يعلمنا إياه الاقتصاد وهي انه لايمكن تلبية كل الرغبات في نفس الوقت. ولهذا ينبغي التضحية ببعض الر غبات من اجل الحصول على رغبات أخرى. ونحن يوميا لما نشتري أي سلعة فإننا نضحي برغبتنا في امتلاك النقود من اجل رغبتنا في شراء السلعة لكن لايمكن تحقيق الرغبتين في نفس الوقت الاحتفاظ بنقودنا والحصول على السلعة هذا غير ممكن في التبادل التجاري. لذا ينبغي اللجوء الى مبدأ الاختيار.
ومبدأ الاختيار الاقتصادي هو الذي نحتاج لفهم لماذا نحن غير راضيين عن جودة الوضع الجامعي رغم كل الاستثمارات الحكومية الضخمة في القطاع . الاستثمارات الحكومية كان هدفها توفير التعليم المجاني لجميع الحاصلين على الباكالوريا،و هدا الخيار يتطلب التضحية بالتعليم ذي الجودة. لايمكن توفير التعليم المجاني وذي الجودة في نفس الوقت.اما تعليم مجاني للجميع أو تعليم ذي جودة للنخبة.انها مسألة موارد ( نقود نمتلكها) ويجب ان نختار أين نصرفها اما في ديمقراطية التعليم أو في نخبوية التعليم.
النظام السياسي الجزائري مازال متمسكا بالتعليم الديمقراطي المجاني للجميع وحتى مازال مقاوما لفتح التعليم العالي للقطاع الخاص وهذا اختيار سياسي له تكلفته التعليمية وهي التضحية بالجودة و فائدته السياسية أكبر من تكلفته السياسية حيث يجلب التأييد السياسي للنظام من قبل المستفيدين من الخدمات المجانية .
أستاذي ناصر جابي المشكل ليس ان النظام السياسي لايريد الإصلاح الجامعي كما تقول بل بالعكس المشكلة هي انه يريد الإصلاح وبإخلاص ظنا منه ان الفوائد المجتمعية اكبر من التكاليف المالية في قطاع التعليم. ان انخفاض جودة التعليم التي وصفتها في رسالتك ليست نتيجة عدم رغبة النظام في اصلاح الجامعة بل هي نتيجة للجهود النظام في النهوض بقطاع التعليم، حيث اختار النظام ان يوفر التعليم للجميع وبالمجان و كان لهذا الاختيار السياسي تكلفة هي التضحية بجودة التعليم العالي. ما من خيار ثالث امام النظام حيث لا يمكنه أن يوف للجميع تعليما مجانيا وفي نفس الوقت تعليما ذا جودة.
أخيرا الان بقي ان نعطي الاختيار للجزائريين في ميدان التعليم العالي ونفتح للقطاع الخاص المجال وتكون الخيار في يدهم قد يختار البعض الجامعة الحكومية المجانية ويضحي بالجودة وقد يختار اخرون الجامعة الخاصة فيضحون بالمجانية من اجل الحصول على الجودة. فلنترك الجزائريين يختارون فهذه هي الحياة حرية واختيار.

التدوينة فيما أخطأ ناصر جابي لمّا غادر الجامعة ظهرت أولاً على الجزائر 24.


Photos droles d'animaux

Les 10 pays les plus chers au monde pour vivre

Quiconque envisage de voyager et de visiter de nouveaux pays, villes et civilisations, ou de s'installer dans un nouveau pays, et de commencer une vie différente de celle qu'il menait auparavant, devrait lire ce rapport avant de faire quoi que ce soit, car vous pourriez être choqué de connaître le coût de vie dans certains de ces pays très petits et moins connus du monde. Voici une liste des 10 pays les plus chers à vivre dans le monde, basée sur les frais d'hébergement et de subsistance d'une personne vivant dans la capitale de chaque pays, et selon la population.

Photos droles d'animaux

Tourisme: 10 villes moyennes pour s’évader en France

Voici une compilation de 10 villes moyennes pour s'évader en France.

Photos droles d'animaux

Les photos d'animaux les plus droles!

Voici une compilation de photos réelles d'animaux capturées dans des positions droles.

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

Tourisme: 7 pays que vous pouvez visiter cet été sous conditions

La vaccination contre le virus Corona (Covid-19) pourrait ouvrir les portes de voyages dans de nombreux pays cet été. Quels sont les pays les plus en vue qui ont annoncé l'ouverture de leurs portes aux touristes au cours de la période à venir?

Population du monde en 2100

Les 10 pays les plus peuplés du monde en 2100

Le Programme des Nations Unies pour le développement (PNUD) prédit dans son dernier rapport que la population mondiale en 2100 sera de 10,88 milliards. Les pays les plus peuplés du monde ne seront plus les mêmes qu’aujourd’hui.



مواقع أخرى