تبين لي إذن بعد قراءة الكتاب ان العنوان الرمزي للرمال هو اشارة الى الحضارة والى صانعيها من الرجال وانا لخصت الكتاب في كلمتين هو بين البعثية والبنبية والكاتب يدافع بشراسة عن العرب بصفتهم حملة الرسالة الخاتمة وبأنهم علموا الورى وشغلوا الدنا حينا من الدهر بإنجازات عظيمة ثم أحالهم الجمود على التقاعد النهضوي الفكري العقيم الذي بقوا فيه يجترون كلمات السلف التي ترجع بهم القهقرى الى القرون الخوالي فيعيشون احلام اليقظة بالرجوع اليه ولن يرجعوا ولن يتقدموا خطوة إلى الأمام. وقبل الخوض في المحتوى لهذا الكتاب أعرض صورة لكاتب الكتاب للقارئ الكريم في هذه السطور الموجودة على غلاف كتابه بالذات. "جمال لكبير من مواليد 05فيفري1980م ببسكرة الجزائر محام وكاتب مستقل وناشط حقوقي ومدير مركز الرمال للبحوث العلمية والدراسات الأمنية crrses مهتم بالشؤون الثقافية والسياسية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسطية ومهتم بالتاريخ والفلسفة والفنون الجميلة والبحث العلمي في الشؤون السياسية والامن بمفهومه الشامل ،كتب العديد من القصص القصيرة والعديد من المقالات الثقافية والسياسية كما اهتم بحقوق الانسان والبيئة التي دافع باسم حق كل انسان في حرية التعبير عن العديد من المتهمين عبر التراب الوطني كما ساند الكثير من القضايا البيئية في منطق حوض البحر الأبيض المتوسطية" والكتاب حين تقرأه تجده بين الدعوة إلى القيادة العروبية التي يقول عنها الكاتب انها ليست عنصرية نازية بل هي اصطفاء إلهي للعرب بأن جعلهم حملة خواتيم الرسائل الألهية ويتحسر الكاتب على ما آل إليه العرب من خيانات لدينهم واوطانهم تحت مسميات الوطنية والاسلام وغيرها من الإيديولوجيات وانا في هذا الصدد انبهه وانبه بكل تواضع من يدعو إلى العروبة من ناحية وإلى الفكر البنبي"مالك بن نبي" من ناحية أخرى أن العروبة في قيادتها إن حادت عن العترة النبوية التي نص عليها النبي في احاديثه وان العترة هم عدل الكتاب وان المتمسك بهم لن يضل الطريق الى الدارين ...والحياد عنهم او تحييدهم أفضى الى عروبة عميلة مشوهة عنصرية حيث عادت القهقرى الى الجاهلية الاولى والكاتب الذي هو مهتم بالتاريخ ادعوه وادعو كل مفكر على شاكلته يتبنى العروبة إلى مراجعة التاريخ ومتى خان العرب رسالتهم وذروة سنام االعلم والفكر والشرف فيهم وكيف غابت على إثر هذا صورة الحريات والتناغم الايجابي مع جميع الاجناس كما كان ذلك شائعا في عهد النبي الكريم وهو يقود دولته الكريمة بجميع اجناس البشر الذين قبلوا ان يقودهم محمد وآله عليهم السلام لانهم المطهرون بنص الكتاب ولأنهم من بعد النبوة هم الممكنون للدين تدوينا وتفسيرا وهم بالرجوع اليهم ينتفي الاختلاف. النقطة الثانية في من يطرح فكر مالك بن تبي رحمه الله كبديل للطرح الاخواني والسلفي فنقول له إن مالك بن نبي رحمه الله قد اغفل او غض الطرف عن بداية انحراف القطار عن السكة بقيادة عربية اسلامية راشدة ويرى ذلك فقط بعد خدعة رفع المصاحف في صفين بينما هي في الحقيقة في السقيفة بالذات حين تحالفت قريش حسدا وبغضا بخلفيات الصراع القديم بين بني هاشم وبني امية على تحييد عترة النبي ولذلك فالانحراف هو بداية من السقيفة بالذات والملك العضوض بعد خدعة رفع المصاحف هو ثمرة شجرة السقيفة بالذات وحتى داعش وغيرها من الفرق الارهابية هي ثمرة من تلك الشجرة التي يريد بعض الاسلاميين ان يعيدونا اليها وهي عبارة عن شجرة الاترجة المرة المسقية بدماء عترة النبي انفسهم ودماء ملايين الابرياء. يتبع