عيدك سعيد صديقتي وبعد.. أشكرك صديقتي على رسالتك لي بمناسبة العيد وأتمنى أن تكوني وعائلتك بخير.. ولكم تمنيت أن أقوم بزيارة إلى القاهرة التي عرفت.. حيث كانت بؤرة النور والفرح ومشروع الأمل، لن أنسى صديقتي تلك الأيام التي قضيتها في تلك الأيام البهيجة من ثورتكم المغدورة.. يومها كان الأمل بميلاد مصر جديدة يرفرف مثل حمائم بيضاء، غنينا مع الشباب مصر بثورة، تناقشنا في المستقبل وتحدّثنا في الماضي الكريه الذي قادنا كشعوب عربية إلى المذلة والعبودية والخيانة المتكررة، ولا واحد منا عاش لحظة شك في أنّ الأمور ستنقلب رأسا على عقب وأنّ الثورة المضادة ستتمكن من أن تحوّل شموع ثورة الشباب ومصابيحها إلى حريق مهول جاء على حقول الآمال والأحلام، لقد خان الإخوان المسلمون الثورة مع العسكر واصطفوا ضد الشباب ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف ضحية العسكر وخدم الرجعيين الجدد الذين انقضوا على الثورة كالذئاب الساغبة، وها هي مصر التي أحب تصطف مع الوهابية والإمارات في حرب مقرفة ضد قطر، مطالبين إياها بتصفية الثورة الفلسطينية وإقفال قناة الجزيرة.. لم أكن أتصور أن ينزل حاكم مصر ببلد الأهرامات إلى هذا المستوى المتدني والبائس المثير للضحك وأرى الأصوات المصرية الحرة قد أصابها الإرهاق من المقاومة ضد اغتيال مصر، لذا صديقتي إني كل أمل أن تجدك رسالة غير وحيدة وغريبة وأنت تقاومين من أجل نهوض مصر من ذلها وهوانها.