سوف أتنازل عن جنسيتي الجزائرية ... لو أثبتّم هذه الاتهامات "

رد رئيس جمعية العلماء المسلمين الاستاذ عبد الرزاق قسوم على ما نشرته " الحياة " في أعدادها السابقة حول " عمله " في إذاعة صوت البلاد المعادية للثورة بين 1954 و1962 ، وقال قسوم ، في رسالة مطولة ، أنّه ما قيل عن عمله في هذه الإذاعة غير صحيح ومجرد أكاذيب ، والتزم بالتخلي عن جنسيته الجزائرية إذا ثبتت هذه الإداعات . ونفى قسوم وجود أي علاقة بينه وبين هذه الإذاعة ( صوت البلاد ) وقال " لا أعرف أين كان يوجد صوت البلاد ( مقر الإذاعة ) هذا الذي تقرنونه باسمي دائما ولا من كان يعمل فيه ، وعلى العكس من ذلك ، كنت مشغولا بصوت الوطن ، والدفاع عن الوطن بكل الوسائل " . واحتراما لحق الاستاذ قسوم في الردّ ، مثلما ينص على ذلك القانون المتعلق بالإعلام ، ننشر ردّه على ما نشرته " الحياة " كاملا ، وهذا النص الكامل كما ورد إلينا . الرد على اكاذيب جريدة الحياة السيد :هابت حناشي مدير رئيس تحرير صحيفة الحياة السلام عليكم ورحمة الله لقد نشرتم الكثير من الاكاذيب في جريدتكم عني ، و قد حان الاوان لان اقول القليل من الحق، احتراما لقراء الجريدة ، رغم ان مبدئي هو عدم الخوض في مثل هذه المستنقعات لاسيما عندما يتعلق بشخصي ، لان الاسلام الذي ادبني علمني مبدا (ولا تزكوا انفسكم...). بحيث تولت يوميتكم الى صحيفة متخصصة في التعريض بي و الهجوم علي، و كأني بجريدتكم مكلفة بمهمة النيل مني و من ورائي جمعية العلماء التي انتدبني ابناؤها لرئاستها، فمنذ سنوات و الهجوم علي متواصل ، من وصفني بالحركي ، (وبالبند العريض في الصفحة الاولى) ، الى الغمز ، و اللمز، و التلميح و التصريح ، و الذي المني اكثر اقرارك الضمني لما نشر الى حد الان، و ذلك بما كتبن يوم الجمعة 8 سبتمبر 2017م ، بمناسبة انتصارك للسيدة وزيرة التربية الوطنية في حذفها للبسملة، و في كل ما نشر تم تمنيت لو ان لكم نصف دليل على اكاذيبكم تواجهون به الواقع و التاريخ . اما الواقع فان كل ما تعتمدون عليه من اوهام ، تعيدون بعثها بين الحين و الاخر و كأنها موضوعا جديدا ، هو اليوم بين يدي العدالة ، حيث سيدلي – امامها- كل واحد بما لديه من ادلة وبراهين و حقائق و اما التاريخ فميزان عادل ، ينصف صاحب الحق ، لأنه يعتمد الحقائق لا الاكاذيب و الاوهام. كنت امل ان تتحلوا بقليل من الموضوعية الاعلامية، فتفسحوا المجال للراي الاخر للإدلاء بما عنده، و لكنكم لسوء الحظ تبنيتم خطا واحدا على حساب خط اخر ، و لا جد لهذا التعصب و هذا العداء سببا موضوعيا. لعلك اخطأت العنوان، و اخطأت الشخص ، يا سيد هابت، و لقد كنت بلا شك ضحية مصادر كاذبة اوقعتك في هذا الجرم الفادح و لا يعذر الاعلامي بجهله في عصر العلم ، و الشهود و الوثائق و اؤكد ، بيمين برة لا حنث فيها ، اني الى الان و قد تجاوزت الثمانين من عمري ، لا اعرف اين كان يوجد صوت البلاد هذا الذي تقرنونه باسمي دائما ، و لا من كان يعمل فيه، و على العكس من ذلك كنت مشغولا بصوت الوطن، و الدفاع عن الوطن بكل الوسائل، فكيف سولت لكم انفسكم ان ترتكبوا مثل هذا الجرم؟ و من حق قرائكم على ان يعرفوا بعض الحق ردا على الكثير من اكاذيبكم، فالرجاء نشره كما ان كنتم تحترمون قراءكم كما نحترمهم. انني اعلن امام الراي العام انه لو ثبت واحد بالمئة مما ادعيتموه فاني سوف اتنازل عن جنسيتي الجزائرية ، و هي اغلى ما عندي بعد عقيدتي الاسلامية. انني من وحي الشفقة عليك من عواقب الظلم الوخيمة ، التي قد تحل بك نتيجة اتهام الناس بالباطل ، احيلك على تاريخي الحقيقي، بالأدلة و الشهود فانا من اسرة ثورية ، ذاق كل اعضائها رجالا و نساء ، ويلات عذاب المستعمر ، بدء بوالدي المحكوم عليه غيابيا الى والدتي التي ذاقت التعذيب ، و لا احدثك عن الخراب الذي لحق ببيتنا و مصادرة اموالنا و كل ابناء مدينتي – مدينة المغير ولاية الوادي يشهدون بذلك. فكيف يجرؤون على ما تجرأتم عليه من اتهامي بالخيانة... و العمالة و الوشاية و كل الدلائل تدحض مثل هذه الاكاذيب ، و تثبت العكس من ذلك "يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (سورة الحجرات – الآية 06) و دعني احيلك على ما هو اقرب اليك ، مجاهدي حي بئر مراد رايس رجالا و نساء ، و عائلات المجاهدين و الارامل ، و ابناء الشهداء الذين كانت تصلهم مساعدات الجبهة بواسطتي . كنت اتمنى ان تقع يا السيد هابت في هذه السقطة الكبرى او على الاقل تقوم و انت الاعلامي القديم بأجراء تحقيق اعلامي كامل و شامل ، قبل ان تصدر احكامك الجائزة. ان هذا القليل الذي كتبته اليوم انما هو شهادة لله و التاريخ و تنويرا لقرائكم و ندع التاريخ يحكم بيننا و التاريخ الصحيح لا المزيف هو حكم عدل. انني اضع هذه المعلومات الموجزة ، احتراما لقرائكم الاعزاء كما اسلفت ، و خاصة الشباب منهم ، الذين تلبسون عليهم ، فتنطلي عليهم الحقائق ، و لكني امل ان تصححوا لهم انتم ايضا من جانبكم ، فليس العيب ان تسقطوا و لكن العيب كل العيب ان تبقوا ساقطين.